الانتخابات النصفية للكونغرس.. هل ينجو بايدن من "البطة العرجاء"؟
حظوظ وافرة للجمهوريين قد تمنحهم الأغلبية بالكونغرس ما يعوق الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تمرير القوانين ويضعه بموقف "البطة العرجاء".
ففي ظل بدء العد العكسي للانتخابات النصفية، يعتقد مراقبون أن السلطة الموحدة التي تمتع بها الديمقراطيون الأمريكيون بالعام الماضي من خلال سيطرتهم على مجلسي الكونغرس والرئاسة، قد لا تستمر طويلا.
ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز الجمهوريون بمجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي المقررة الثلاثاء القادم، بدافع من الإحباط العام لدى الأمريكيين حيال الاقتصاد، إلى جانب مزايا عملية إعادة تقسيم الدوائر التي تحدث مرة كل 10 سنوات.
وفي مجلس الشيوخ، تتساوى الفرص بين الحزبين في السيطرة على المجلس، وفقا لزعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، والذي قال إن فرص فوز حزبه بالأغلبية هي 50-50 فقط.
مع ذلك، يرى مراقبون أن جميع السيناريوهات واردة في انتخابات قد لا تحتكم إلى معطيات منطقية في الغالب.
فوز الجمهوريين
يحظى الديمقراطيون، بقيادة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، بالأغلبية منذ عام 2018، عندما فازوا خلال أول انتخابات نصفية للرئيس آنذاك دونالد ترامب.
لكن يمكن للجمهوريين استعادة مجلس النواب إذا ما فازوا بخمسة مقاعد فقط من بين عشرات الدوائر التنافسية، وهم يحاولون الفوز بالعشرات.
كما يعطي التاريخ الجمهوريين سببًا للتفاؤل، ففي العصر الحديث، يخسر الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس مقاعد في الكونغرس تقريبًا في انتخابات التجديد النصفي لكل رئيس بفترة ولايته الأولى.
"النواب" بقيادة الجمهوريين
كشف زعيم الحزب الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي النقاب عن "التزامه تجاه أمريكا"، وهو مخطط عريض للسياسات الاقتصادية وأمن الحدود وغيرها من السياسات التي سيقترحها الحزب الجمهوري في الأيام الأولى للكونغرس المقبل.
إلى جانب ذلك، فستكون العودة إلى السلطة الجمهورية في مجلس النواب انتصارًا لدونالد ترامب، الذي حارب الجهود التي يقودها الديمقراطيون لمحاسبته على هجوم الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
والغالبية العظمى من الجمهوريين الذين من المتوقع أن يعودوا إلى واشنطن العام المقبل، إلى جانب معظم أولئك الذين يأملون في الفوز بولاية أولى، موالون لترامب في سياساتهم ومواقفهم.
ومن بين هؤلاء الحلفاء أعضاء من اليمين المتطرف مثل النائبة مارجوري تايلور جرين من جورجيا، والتي جردها الديمقراطيون من مهامها في اللجنة بسبب خطابها المتطرف لكنها ستكون جزءًا من أغلبية حاكمة واسعة في ظل مجلس جمهوري.
سيطرة الجمهوريين وإدارة بايدن
في حال سيطر الجمهوريون على مجلس النواب كما هو متوقع على نطاق واسع، فسيتم على الفور تهميش الأولويات الديمقراطية مثل إجراء عمليات الإجهاض ومعالجة تغير المناخ والمراقبة الأكثر صرامة للأسلحة.
وسيكون معظم، إن لم يكن كل، جدول أعمال الرئيس جو بايدن وكأنه في حالة موت سريري فعليًا خلال العامين الأخيرين من ولايته.
ومع ذلك، فلا شيء يصبح قانونًا بدون توقيع بايدن. وتعتبر مشاريع القوانين لتمويل الحكومة ورفع سقف الديون والتعامل مع القضايا العسكرية ضرورية لكي تعمل الحكومة.
ومن المرجح أن تصبح مشاريع القوانين تلك نقاط ساخنة في المفاوضات بين الحزب الجمهوري والديمقراطيين والبيت الأبيض.
ماذا عن مجلس الشيوخ؟
في حين أن مجلس الشيوخ يمكن أن يميل في أي من الاتجاهين بعد انتخابات التجديد النصفي المقبلة، إلا أن حزب الأغلبية لا يزال من المرجح أن يكون لديه أقل هوامش بمعنى أن فوزه قد يكون طفيفا للغاية.
وهذا يعني أن بايدن سيكون قادرًا على إيجاد أرضية مشتركة أكثر قليلاً هناك، بغض النظر عمن هو المسؤول. وتعد الكثير من الإنجازات التشريعية لبايدن في منصبه كانت نتيجة ثانوية للمفاوضات بين الحزبين في مجلس الشيوخ.
ومع ذلك، يمكن لمجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون تمرير مشاريع القوانين التي يرسلها مجلس النواب الجمهوري، مما يضع ضغوطًا سياسية على بايدن. ويستعيد الحزب الجمهوري السيطرة على اللجان، ومعه سلطة إجراء التحقيقات والإشراف على الإدارة.
ويمكن لمجلس الشيوخ الجمهوري أيضًا أن يجعل الأمر أصعب على بايدن من خلال منع أو تأخير مرور مرشحي الرئيس من السلطة القضائية والتنفيذية.
ماذا لو فاز الديمقراطيون؟
إذا كان الديمقراطيون سيحتفظون بمجلس الشيوخ وفاز الجمهوريون بمجلس النواب، فمن غير المرجح أن يجد المجلسان أرضية مشتركة كبيرة. لكن يمكن للجمهوريين محاولة كسب تأييد المعتدلين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بشأن بعض التشريعات.
وإذا كان الديمقراطيون قادرين على الاحتفاظ بمجلس النواب ومجلس الشيوخ، فمن المحتمل أن يستأنفوا المفاوضات بشأن بعض بنود جدول أعمال بايدن التي لم يتم تمريرها حتى الآن، بما في ذلك مجموعته الجديدة من البرامج الاجتماعية والاقتصادية التي توقفت وسط خلافات الديمقراطيين الداخلية.