انتخابات الكونغرس.. هل ينجو بايدن من "التصويت العقابي"؟
انتخابات نصفية قد تسلب الديمقراطيين أغلبيتهم بالكونغرس الأمريكي في سيناريو لم يفلت منه أي رئيس في استحقاقات تبدو شبيهة باستفتاء.
انتخابات نصفية تستعد أمريكا لإقامتها بعد أسبوعين، تجري بعد عامين على الانتخابات الرئاسية التي منحت الديمقراطي جو بايدن تأشيرة العبور إلى البيت الأبيض، لكنها قد تسلب منه السيطرة في المجلس التشريعي.
قراءة استشرافية تطرح نفسها بقوة في بلد تعتبر فيه انتخابات الكونغرس بمثابة استفتاء على ساكن البيت الأبيض، كما أنه خلال أكثر من 160 عاما، لم يتمكن حزب الرئيس -إلا نادرا- من الإفلات من "تصويت عقابي" يحيله إلى المركز اللاحق.
حظوظ وافرة تضع الجمهوريين، قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية الحاسمة للفترة المتبقية من ولاية بايدن، في موقع جيد من شأنه أن يسمح لهم بسلب الأغلبية وإلحاق هزيمة نكراء بخصومهم الديمقراطيين.
الأرقام تبعثر السياسة
لأن الاقتصاد يشكل الوجه الآخر للسياسة، يبدو من البديهي أن تبعثر التحديات الاقتصادية، وخصوصا ارتفاع أسعار المستهلك (التضخم) والركود الاقتصادي، مزاج الناخب الأمريكي، وتدفعه لإعادة ترتيب خياراته وتوجيه بوصلته نحو الطرف الآخر للمعادلة، في ضوء ما يعتبره فشلا للحزب الحاكم.
وستشكل خسارة السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ بالانتخابات المقررة في 8 نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، هزيمة مدوية لبايدن الذي فقد الكثير من شعبيته مؤخرا مع تفاقم معدلات التضخم وبروز ملامح الركود الاقتصادي.
435 مقعدا موزعة بين مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ، ستكون موضوع اقتراع شائك بالنسبة للديمقراطيين، تضاف إليها سلسلة كبيرة من مناصب المحافظين والمسؤولين المحليين المنتخبين، ما قد يفاقم الأعباء على الديمقراطيين في حال تحقق توقعات خبراء.
حلبة صراع
عمليا، يعول الديمقراطيون على قائمة تشمل الولايات الحاسمة بالنسبة لهم، وهي نفسها التي منحتهم أصواتا حاسمة خلال الانتخابات الرئاسية التي أوصلت بايدن للحكم.
لكن في ضوء المتغيرات الاقتصادية، قد لا يحصل حزب الرئيس على مبتغاه، وقد يصاب بخيبة أمل في حال غيرت تلك الولايات بوصلتها نحو المعارضة.
لكن ورغم ذلك، يحاول بايدن الدفع بالأمور خارج منطقة الألم، والاحتفاظ بشحنة من الأمل للرد على الحرب الإعلامية والنفسية التي يخوضها منافسوه، وذلك عبر اللعب على وتر نتائج استطلاعات الرأي.
وفي تصريحات سابقة، اعتبر بايدن أن "الاستطلاعات قالت كل شيء ونقيضه: الجمهوريون في الصدارة ثم الديمقراطيون في الصدارة ثم الجمهوريون في الصدارة (...)".
وأضاف مستدركا: "لكنني أعتقد أن الأمر سينتهي مع الديمقراطيين في الصدارة".
وفي محاولة لقلب موازين الأمور، يركز بايدن على إحدى أوراقه الرابحة وهي استثمار السخط الناجم عن تغيير موقف المحكمة العليا بشأن الإجهاض.
ملف يعول عليه بايدن كثيرا لجمع الأصوات من اليمين واليسار وتعديل كفة الديمقراطيين في ظل منافسة محتدمة تشي جميع مؤشراتها بأنها تمضي لصالح خصومهم، وفي وقت قد لا تمنحهم الولايات التي يعولون عليها نفس الأصوات التي دعمتهم قبل عامين.
وأنظار الديمقراطيين موجهة بالأساس إلى ولاية بنسلفانيا حيث ينافس الطبيب الجراح التلفزيوني محمد أوز المدعوم من الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، الديمقراطي جون فيتيرمان، من أجل مقعد في مجلس الشيوخ.
وكما في العام 2020، تبدو جورجيا أيضا في صلب المنافسات بين الحزبين، حيث يحاول الديمقراطي رافاييل وارنوك إعادة انتخابه ضد هيرشل ووكر وهو رياضي سابق من أصل أفريقي ومدعوم أيضا من ترامب.