انتخابات الكونغرس أكثر من اقتراع.. أسباب توضح أهميتها
"أكثر من مجرد إعادة توزيع لمقاعد الكونغرس".. هكذا اعتبرت مجلة نيوزويك الأمريكية الانتخابات النصفية المقبلة، بالنسبة للرئيس جو بايدن.
فالصحفي المتخصص في شؤون الرئاسة دانيل بوش، قال في تحليل نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن نتيجة الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ستشكل ملامح الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأمريكي الأولى في المنصب.
- زجاج وصراخ وسلاح.. انتخابات الكونغرس الأمريكي على محك العنف
- إسرائيل تستبعد أي اتفاق مع إيران قبل انتخابات الكونغرس
وبحسب بوش، فإن الانتخابات النصفية ستعمل على إطلاق السباق الانتخابي للجولة المقبلة، مما سيجبر الرئيس جو بايدن على البدء في وضع الأساس لمحاولة إعادة انتخابه - على افتراض أنه قرر الترشح مرة أخرى -، مشيرًا إلى أنها ستدفع الديمقراطيين لبدء الاستعداد لخريطة سياسية أكثر تحديًا في مجلس الشيوخ في عام 2024.
ومن المتوقع أن يكون الديمقراطيون في مجلس الشيوخ في وضع دفاعي خلال عامين، مع تقلص فرصهم في الاحتفاظ بمجلس النواب أو تحسين وضعهم في مجلس الشيوخ، فيما سيكون 23 ديمقراطيًا على وشك إعادة انتخابهم في عام 2024، مقارنة بعشرة أعضاء جمهوريين فقط في مجلس الشيوخ.
حرب أوكرانيا
تلك المؤشرات، تجعل من عام 2022 أفضل فرصة للديمقراطيين لبناء جدار ناري في مجلس الشيوخ لحماية بايدن من الجمهوريين في مجلس النواب، والذين يُتوقع على نطاق واسع استعادتهم للمجلس، واستخدام سلطتهم الجديدة العام المقبل لبدء تحقيقات متعددة مع الرئيس وعائلته.
وبحسب التحليل، فإنه من المرجح أن يورط مجلس النواب الذي ربما سيسيطر عليه الجمهوريون - البيت الأبيض في تحقيقات مترامية الأطراف في كل شيء بدءًا من التعاملات التجارية لنجل الرئيس هانتر بايدن إلى أداء الإدارة في مواجهة الوباء.
ومن المرجح أن يعيق مجلس الشيوخ الذي يقوده الحزب الجمهوري على الأرجح تعيينات الرئيس ويعرقل جدول الأعمال التشريعي لبايدن.
وتقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن الديمقراطيين أصبحوا في الأسابيع الأخيرة متفائلين بشكل متزايد بقدرتهم على التمسك بمجلس الشيوخ المنقسم بالتساوي (50-50)، إلا أنها قالت إن توقعات خسارتهم في مجلس النواب لا تساوي مثلا الخسارة التاريخية التي تكبدوها على مستوى انتخابات التجديد النصفي لعام 2010، عندما خسر الحزب 63 مقعدًا في مجلس النواب في عهد الرئيس باراك أوباما.
و"القصف" الذي اتخذه الديمقراطيون، كما وصفه أوباما آنذاك، ترك إدارته في موقف دفاعي وأدى فعليًا إلى توقف أجندته المحلية، بحسب المجلة الأمريكية، التي قالت إن المعارك الحزبية سيطرت -آنذاك- على قانون الرعاية الميسرة والإنفاق الحكومي طوال ما تبقى من فترة ولايته الأولى في المنصب.
زخم للديمقراطيين
والأداء الجيد من قبل الديمقراطيين في هذه الانتخابات المقبلة من شأنه أن يمنح بايدن زخمًا متجهًا إلى عام 2023، مما يخلق مجالًا للبيت الأبيض للتنفس والتركيز على تنفيذ قانون الحد من التضخم والسياسات الأخرى قبل بدء موسم الانتخابات التمهيدية الرئاسية على قدم وساق.
وتقول "نيوزويك"، إنه إذا فاز الديمقراطيون بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ، فسيكون ذلك أيضًا بمثابة رفض للمرشحين الجمهوريين المدعومين من الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأشارت إلى أن الأداء القوي للديمقراطيين في نوفمبر/تشرين الثاني سيساعد في تعيين بايدن للحصول على فترة ولاية ثانية إذا اختار الترشح مرة أخرى، أو على الأقل منحه متنفسا لأخذ وقته قبل اتخاذ قرار نهائي.
ضربة محرجة
وفى المقابل، فإن فوز المرشحين الجمهوريين المثيرين للجدل مثل المرشح في مجلس الشيوخ في جورجيا هيرشل والكر سيوجه ضربة محرجة للديمقراطيين، وسيشير إلى أن بايدن قد يواجه مسارًا أكثر صعوبة لإعادة انتخابه في عام 2024، بغض النظر عن هوية خصمه.
ونقل التحليل عن المتحدثة باسم المجموعة التقدمية الديمقراطية من أجل أمريكا كايت سويني، قولها إنه سيكون هناك "مراجعات داخلية كثيرة داخل الحزب إذا عانى الديمقراطيون من انتكاسات كبيرة في الانتخابات".
وفيما قالت إنه ستكون هناك انتقادات لبايدن لعدم اتخاذ مواقف أكثر جرأة، أشارت إلى أنه سيكون على الديمقراطيين "التفكير بجدية أكبر في سبب صراعهم مع ناخبي الطبقة العاملة، وكذلك مع السود واللاتينيين (..) يجب أن يكون عام 2022 بمثابة جرس إنذار للديمقراطيين".