بايدن وترامب وانتخابات الكونغرس.. اختبارات وجود
اختبار وجود ينتظر سياسيين أمريكيين عقب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، لا يستثني الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب.
وستحمل الانتخابات النصفية الأمريكية المقررة الثلاثاء المقبل، تأثيرات ضخمة على كل من بايدن وحزبه والجمهوريين، الذين يأملون استبداله في البيت الأبيض بانتخابات 2024.
وطبقًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن المسيرة المهنية لبعض كبار أعضاء الكونغرس ستكون على المحك.
بايدن
تصعب المغالاة في أهمية نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بالنسبة للرئيس، وحال خسر الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب – وهي نتيجة محتملة للغاية – سيصبح بايدن عاجزا خلال العامين الأخيرين من ولايته الأولى، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالسياسة الداخلية.
ومن شبه المؤكد- بحسب الموقع- أنه وإدارته وعائلته – لاسيما، ابنه هانتر – سيواجهون تحقيقات بقيادة الحزب الجمهوري. وسواء تم اكتشاف ارتكاب مخالفات أم لا، فقد تكون التحقيقات محرجة شخصيا ومضنية سياسيا.
أما إذا كانت خسائر الديمقراطيين في مجلس النواب معتدلة، واحتفظوا بالسيطرة على مجلس الشيوخ، يمكن لبايدن الدفع من أجل فترة ولاية ثانية.
لكن إذا واجه حزبه هزائم فادحة، سيزداد التهامس بشأن ما إذا كان يتعين على الرئيس التنحي جانبا بعد فترة ولاية واحدة. وفق المصدر نفسه.
ترامب
أشرك ترامب نفسه في الانتخابات النصفية منذ البداية، بتأييده لعدد كبير من الجمهوريين بالانتخابات التمهيدية. وفي معظم الحالات، ساعد دعمه في تحقيق المرشحين للنصر.
لكن سيحمل يوم الثلاثاء المقبل لحظة الحقيقة في وقت يبحث فيه الرئيس السابق وحزبه احتمال ترشحه مجددا للرئاسة بسباق 2024.
وسيكون مصير المرشحين الذين يدعمهم ترامب في السباقات المتقاربة حاسما، وستكون أعين الجميع على مرشحي مجلس الشيوخ: محمد أوز في بنلسفانيا، هيرشل ووكر في جورجيا، وجي دي فانس في أوهايو بالإضافة إلى مرشحين اثنين في أريزونا، هما: كاري ليك لمنصب الحاكم وبليك ماسترز لمجلس الشيوخ.
وإذا فاز معظم أو جميع هؤلاء المرشحين، سيكون ذلك بمثابة تفنيد قوي للحجة القائلة بأن ترامب و"الترمبية (آنصاره ومؤيدوه)" يتمتعون بجاذبية محدودة أو باهتة.
وفي المقابل، إذا خسر المرشحون الذين دعمهم ترامب، فسيشعل ذلك شكوكا، حتى داخل الحزب الجمهوري، بشأن نهجه الاستقطابي.
شخصيات أخرى
يعتبر ديسانتيس على نطاق واسع أنه الجمهوري الوحيد الذي يحظى بالفرصة لهزيمة ترامب في الترشيح الحزبي لسباق الرئاسة عام 2024.
ويدفع داعموه بأنه يتمتع بنفس الغرائز الشعبوية اليمينية مثل ترامب، لكن دون التسبب في حالة الفوضى المدمرة للذات.
ويرجح- وفق "ذا هيل"- أن تزداد حجة "قبوله الانتخابي"، الثلاثاء، عندما يفوز حاكم فلوريدا – كما هو متوقع – بإعادة انتخابه، وذلك في المواجهة مع خصمه الديمقراطي النائب السابق شارلي كريست.
وبالنسبة لحاكم كاليفورنيا، لا يتعلق يوم الثلاثاء المقبل حقا بسباقه الخاص. ولا شكوك جدية في أن نيوسوم سيفوز بفترة ولاية ثانية لقيادة "الولاية الذهبية"؛ حيث إنه يتصدر معظم استطلاعات الرأي بحوالي عشرين نقطة. لكن السباقات في مناطق أخرى قد تكون حاسة لطموحه المستقبلي.
وكان نيوسوم أجرأ ديمقراطي يوضع اسمه كبديل محتمل لبايدن في 2024. وقد انتقد رسائل الحزب ونهجه العام. وبالرغم من أنه يؤكد عدم ترشحه للرئاسة، من الصعب إيجاد العديد من الديمقراطيين الذين يصدقونه – لاسيما إذا تعثر بايدن.
بيلوسي وسكوت
قادت نانسي بيلوسي الديمقراطيين في مجلس النواب على مدار حوالي 20 عاما، لكن قد تنتهي مسيرتها الملحمية إذا تعرض الحزب لهزيمة كبيرة الثلاثاء المقبل.
وبالرغم من أن بيلوسي سياسية كبيرة، يبدو من المشكوك فيه للغاية أنها، بعمر 82 عاما، ستحاول التشبث بمنصبها القيادي على أمل استعادة مطرقة رئيس المجلس في 2024 أو ما بعده.
وفي كثير من الأحيان، يذكر اسم عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، ريك سكوت، كمرشح محتمل للرئاسة عام 2024، لكنه لديه الكثير يعتمد على نتائج مجلس الشيوخ، الثلاثاء، لأسباب أخرى أيضًا.
وسكوت هو رئيس ذراع حملة الجمهوريين بمجلس الشيوخ، اللجنة الوطنية الجمهورية، وعلاوة على ذلك، تقدم في فبراير/ شباط الماضي بخطة مكونة من 11 نقطة أثبت أحد جوانبها أنه سام سياسي أكثر من غيره – وهو المقترح الذي يفيد بأن جميع التشريعات الفيدرالية "ستنقضي" بعد خمسة أعوام، مما يعني أنها ستتوقف ما لم يعاد التصديق عليها.
وينطبق هذا البند على الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، وهي برامج شائعة بشكل كبير يعتمد عليها كبار السن. وتحدث الديمقراطيون، بينهم بايدن والرئيس السابق باراك أوباما، خلال الحملات الانتخابية عنها، مرجحين أن الحزب الجمهوري "سيبيد" تلك البرامج.
وإذا جاء يوم الثلاثاء بنتيجة مخيبة للجمهوريين في مجلس الشيوخ، سيقع بعض اللوم على عاتق سكوت.
عدوة ترامب
تعد ليز تشيني ألد أعداء ترامب الجمهوريين في كابيتول هيل، ليس لديها انتخابات تخوضها. وقد تعرضت لهزيمة ساحقة من منافستها الموالية للرئيس الأسبق، هارييت هاجمان، خلال الانتخابات التمهيدية في أغسطس/آب.
وابتعدت تشيني اليوم عن الحزب الجمهوري بشكل شبه كامل، حتى أنها خلال الأسابيع الأخيرة أيدت بعض المرشحين الديمقراطيين.
ويمكن القول إن تشيني ستراقب عن كثب أداء معظم المرشحين الموالين لترامب – لاسيما أولئك الذين رددوا مزاعم ترامب المزيفة بشأن تزوير الانتخابات. بحسب المصدر ذاته.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg
جزيرة ام اند امز