يرى المحللون الإعلان الأمريكي بالانسحاب على أنه تخلٍ عن الحلفاء الرئيسيين هناك ودعامة لوضع "داعش"
حذرت صحف أمريكية كبرى من أن سحب قوات بلادهم من سوريا، بمثابة تخلٍ عن الحلفاء الرئيسيين هناك، ودعامة لوضع تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي لايزال يسيطر على مساحات من الأراضي في جنوب شرق سوريا.
وقالت صحيفة "نيوريورك تايمز" الأمريكية: عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات من سوريا، تبنى تنظيم "داعش" مسؤولية التفجير الذي وقع في مدينة الرقة، وأسفر عن مصرع مقاتل من الأكراد.
وأضافت أنه كان هجومًا صغيرًا، لكنه كان بمثابة تأكيد على مخاطر هذا الانسحاب ومؤشر على تطلعات التنظيم لاستغلال الواقع الجديد في سوريا.
- فرنسا: داعش فقد 90% من الأراضي وعلينا هزيمته نهائيا
- بريطانيا: التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي حقق تقدما هائلا
وأوضحت الصحيفة أن الانسحاب أيضًا يعطي تركيا إشارة البدء في تنفيذ تهديداتها باجتياح شمال شرقي سوريا، وسواء كان يمكن لتنظيم "داعش" إعادة تنظيم صفوفه بعد هزيمته بمعظم المناطق في العراق وسوريا، فالأكراد هم من سيحاصرون في وسط هذه الأزمة.
وقال آلان حسن، صحفي كردي مقيم في مدينة القامشلي السورية، إن الأكراد صدموا من القرار، مضيفًا، في رسالة بالبريد الإلكتروني، "لقد صدمنا.. الأجواء هنا سلبية".
من جانبها، قالت أصلي إيدنتاشباش الباحثة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، إن الولايات المتحدة على وشك ارتكاب خيانة تاريخية ثانية في حق الأكراد، التي يمكن أن تؤدي إلى حرب مطولة داخل سوريا بين الأكراد والأتراك، الذين يعتبرونهم تهديدا على حكومتهم.
ورأى جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجموعة الأزمات الدولية، أن القرار يمكن أن يكون "كارثيا" بالنسبة للقوات الكردية.
كانت تركيا قد شنت هجوما على أحد جيوب الأكراد في شمال شرق سوريا، ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذا السيناريو سيتكرر الآن، لكن على مستوى أكبر.
من جانبها، رأت افتتاحية صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن ترامب من خلال هذا القرار يفي بالوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية، لكن سيكون له عواقب وخيمة فيما يتعلق بالاستراتيجية الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى التغريدة التي كتبها ترامب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي"تويتر" قال فيها : "لقد هزمنا داعش في سوريا، وهذا السبب الوحيد لوجود (القوات الأمريكية) هناك خلال رئاسة ترامب"، معلقة "تم إنجاز المهمة؟ ليس بهذه السرعة".
وفسرت "وول ستريت جورنال" سؤالها بالقول إن داعش لايزال يسيطر على أراض في سوريا والعراق، كما أعاد تنظيم صفوفه في شكل خلايا صغيرة تنتظر الفراغ العسكري للخروج للنور، لافتة إلى إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما النصر على داعش في العراق وانسحابه من هناك، واستغلال التنظيم هذا الفراغ.
كما رأت الصحيفة أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيتسبب في تراجع كبير في قدرتها على التوصل لحل دبلوماسي للحرب الأهلية هناك، مشيرة إلى أنه يمكن لواشطن التقدم بشكاوى في الأمم المتحدة ومنع أموال إعادة بناء البلاد، لكن الحقائق على أرض الواقع تتخطى هذا بكثير، خاصة بالنسبة لإيران التي ستستغل جنوب سوريا كقاعدة عمليات.
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا ،الأربعاء، إن هدفهم بإخراج إيران من سوريا لم يتغير، لكن رأت الصحيفة أن انسحاب الولايات المتحدة يفقدها فرصة إلحاق خسائر عسكرية بالمغامرات الإيرانية.