2019 عام الجوائز الدولية للسينما التونسية
مسيرة السينما التونسية في 2019 قادها مجموعة من شباب المخرجين، وكانت البداية مع المخرج علاء الدين سليم
نجحت السينما التونسية خلال عام 2019 أن تحجز لنفسها مكانا مميزا على خريطة السينما العربية، فرغم ضعف حجم الإنتاج فإنها كانت حاضرة في كثير من المهرجانات الدولية، وتوجت بجوائز مهمة.
وقاد مسيرة السينما التونسية في 2019 مجموعة من شباب المخرجين، وكانت البداية مع المخرج علاء الدين سليم الذي شارك بفيلمه "طلامس" في قسم نصف شهر المخرجين بمهرجان كان السينمائي الدولي.
وحظي الفيلم بإعجاب الجمهور والنقاد لما فيه من نزعة نحو التجريب وجرأة في الطرح، والأداء الرائع لبطليه عبدالله المنياوي وسهير بن عمارة.
وواصل الفيلم مسيرته الناجحة في المهرجانات السينمائية وتوج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان سالونيك في اليونان، وجائزة أفضل إخراج من مهرجان مراكش في المغرب.
ولم تكتفِ السينما التونسية بالحضور اللافت في مهرجان مهم مثل مهرجان كان، حيث كانت حاضرة بقوة أيضا بثلاثة أفلام في مهرجان فينسيا، أقدم مهرجان سينمائي في العالم؛ وهي "بيك نعيش" للمخرج الشاب مهدي البرصاوي الذي شارك في مسابقة آفاق وحصل عنه الممثل سامي بوعجيلة على جائزة أفضل ممثل، وكذلك فيلم "أريكة في تونس" للمخرجة منال العبيدي الذي شارك في مسابقة أيام المخرجين في فينسيا، فيما شارك المخرج الكبير نوري بوزيد بفيلمه "عرائس الخوف" في برنامج الأفلام التجريبية.
وواصل فيلم "بيك نعيش" مسيرته الناجحة في المهرجانات السينمائية، فحصد جائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما فاز بجائزة الجمهور بعد مشاركته في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في الدورة 34 من المهرجان الدولي للفيلم الفرنكوفوني بمدينة نامور البلجيكية.
وتدور أحداث الفيلم بعد شهور قليلة من سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حيث يأخذ فارس (سامي بوعجيلة) ومريم (نجلاء بن عبدالله) ابنهما في جولة إلى الجنوب التونسي، لكنهم يتعرضون لسطو مسلح، ويتم نقل الابن إلى المستشفى وتصبح حياته في خطر، وتتحول العطلة إلى كابوس مرعب لهذه العائلة.
وتواصل نجاح السينما التونسية من خلال عرض فيلم "نورا تحلم" بطولة هند صبري ولطفي العبدلي، وإخراج هند بوجمعة، في مهرجان تورنتو بكندا.
وحظي الفيلم باهتمام كبير من جانب الجمهور والنقاد، ثم توج الفيلم مسيرته في المهرجانات بحصد جائزة أفضل ممثلة للنجمة هند صبري في مهرجان الجونة، ثم فاز بجائزتين في مهرجان بوردو الدولي للسينما المستقلة بفرنسا، وهي جائزة أفضل فيلم، وأفضل ممثلة، إضافة إلى تنويه خاص للفنان لطفي العبدلي من جانب لجنة التحكيم.
كما فاز الفيلم بجائزة التانيت الذهبي بمهرجان قرطاج السينمائي في تونس، وفازت بطلته هند صبري بجائزة أفضل ممثلة.
ورغم النجاح الكبير الذي حققته السينما التونسية في 2019 فإنها كانت في الوقت نفسه على موعد مع الأحزان، حيث ودع السينمائيون بتونس في 16 أغسطس/آب الماضي المنتج نجيب عياد رئيس مهرجان قرطاج، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، كما ودعوا المخرج شوقي الماجري في 10 أكتوبر/تشرين الأول الذي توفي في القاهرة إثر أزمة قلبية أيضا.