خبير دولي: COP28 قمة استثنائية ونتوقع خروجها بقرارات أكثر جرأة
أكد خبير دولي في المجال البيئي أن مؤتمر COP28 بدولة الإمارات سيكون أكثر قدرة على تحقيق إنجازات تهم المناخ.
وقال حسين الرحيلي هو خبير دولي متخصص في الموارد المائية بجامعة العلوم بتونس في حوار لـ "العين الإخبارية" إن دولة الإمارات، هي دولة لديها استثمارات في الطاقات المتجددة وفي طاقات الرياح والشمس، إضافة للإمكانات التي لديها، ما سيجعل النقاش في هذه القمة بناء.
وتابع"نأمل أن تكون COP28 قمة استثنائية، وأن تنبثق عنها قرارات أكثر جرأة وأكثر تطبيقا".
وأضاف"أتوقع أن تكون قمة المناخ "COP28" في نفس توجه قمة شرم الشيخ التي استطاعت ولأول مرة أن تكون محطة مهمة لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات العالمية والنقابية التي كانت لديها دورا كبيرا في دفع قرار سياسي إلى اتخاذ إجراءات مالية وتأسيس صندوق مساعدة للدول الفقيرة لجبر الأضرار.
الاحتباس الحراري
من جانب آخر، قال الرحيلي إن الاحتباس الحراري هو نتيجة ارتفاع منسوب الغازات الدفيئة وهو ظاهرة طبيعية مصاحبة لتاريخ الأرض وترتفع عندما تكون نسبة الغازات كثيرة جدا وفي ظرف وجيز.
وأكد أن البشرية أنتجت كميات ضخمة من الغازات الدفيئة إلى درجة أنها سرّعت من هذه التغيرات المناخية وجعلت العملية أصعب على الأرض.
وتابع "العالم كله شعر بالارتفاع المهول بدرجات الحرارة حيث كان شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين من أكثر الأشهر حرارة على سطح الأرض منذ أن بدأ الإنسان يقيس درجات الحرارة. "
تونس متضررة
من جهة أخرى، قال إن تونس مرت منذ خمس سنوات بفترة جفاف متواصلة وحتى الآن، أثرت على مستوى مخزون المياه وضعف المحاصيل الزراعية كالحبوب والخضروات والغلال.
واعتبر أن التحولات المناخية لم تعد تقريرا أو دراسة تدرّس في مخابر المختصين وإنما بدأ يشعر بها الإنسان، قائلا "هذا الإحساس هو بداية الوعي لمخاطرها لذلك يجب إيجاد حلول على المديين المتوسط والبعيد".
ويرى حسين الرحيلي أن الدول الغنية هي المتسببة في الاحتباس الحراري، قائلا "فأمريكا والصين على سبيل المثال ساهما بـ 48.5% من كمية الغازات الدفيئة".
وتابع"أفريقيا تعد من أكثر القارات تأثرا بالرغم من أنها لا تساهم إلا بنحو 3% من هذه الغازات وهذا دليل واضح على أن الدول الفقيرة هي التي ستكون أكثر عرضة للمخاطر وتتحمل أعباء التحولات المناخية لأن التكيف والتأقلم مع هذه التحولات يتطلب أموالا كثيرة.. وهي دول مغرقة بالديون لا يمكنها مقاومة كل ذلك".
وأكد أنه في قمة المناخ في باريس سنة 2015 تم إقرار وتخصيص 300 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف والتأقلم، لكن منذ تلك السنة إلى اليوم لم يتم تخصيص إمكانيات مالية بذلك الحجم في جميع القمم التي تلتها".
وتابع"كذلك في قمة COP27 التي نظمت في شرم الشيخ، تراجعت تلك الأموال إلى 100 مليار دولار ".
وزاد "كلما تأخرت تلك الوعود من الدول الغنية كلما كانت تأثيرات التغيرات المناخية على الدول الفقيرة أكثر وذلك على مستوى الموارد والإنتاج الفلاحي ما يتسبب في المجاعات وتدهور المقدرة الشرائية وسيزيد في منسوب الهجرة المناخية من دول الجنوب إلى دول الشمال ".
موازين البيئة مختلة
واعتبر حسين الرحيلي أن موازين البيئة مختلة "فالمحيطات التي كانت تقوم بدور كبير في امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، أصبحت درجة حرارتها مرتفعة وتقلص دورها".
وتابع"منظومات النينيا والنينو وهي منظومات كانت لديهم القدرة على تلطيف الطقس، تضررت بدورها" .
وللإشارة فإن "النينيو" و"النينيا" هما ظاهرتان مناخيتان تحدثان في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي، إلا أن ظاهرة النينيو والتي لا تزال تؤثر على العالم، تحدث نتيجة ارتفاع حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ عن معدلها.
أما ظاهرة النينيا، فتحدث نتيجة انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها في المحيط الهادئ، وتؤدي الظاهرتان لعدد من الاضطرابات القوية في حالة الطقس عالميًا.
وأكد الرحيلي أن المنظومات البيئية العالمية بدأت تتأثر بذلك، قائلا "الجزر والمناطق الرطبة والمنظومات الهشة هم الأكثر تأثرا بالتحولات المناخية".
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA== جزيرة ام اند امز