"ذيول أنستالينغو".. تونس تقطع خطا جديدا بشبكة "الاستهداف الرقمي"
في إطار مساعيها الدؤوبة لوقف الشائعات التي يروج لها تنظيم الإخوان الإرهابي، اعتقلت السلطات التونسية، الأحد، محامياً بتهمة نشر أخبار زائفة والإضرار بالأمن.
وأذنت محكمة الاستئناف بالمنستير شرقي تونس، بفتح تحقيق ضد محامٍ على خلفية "تعمد استعمال أنظمة المعلومات والاتصال لنشر أخبار زائفة بهدف التشهير بالغير والإضرار بالأمن العام والدفاع الوطني، بحسب ما أفاد المتحدث الرسمي باسم محاكم المنستير، فريد بن جحا.
- بطاقة إيداع جديدة بالسجن.. "أنستالينغو" تفاقم أوجاع الغنوشي
- فضيحة تجسس "أنستالينغو".. الغنوشي تحت أعين القضاء
وتابع المتحدث أن المحكمة "أذنت أيضا بالتحفظ على الموقوف على ذمة التحقيقات".
بينما أكدت مصادر لـ"العين الإخبارية"، أن المحامي الذي تم اعتقاله يدعى محمد علي عبّاس يعمل لصالح شركة صناعة المحتوى "أنستالينغو" (شركة إخوانية) التي تسعى إلى ضرب الدولة ورموزها ومؤسّساتها وأجهزتها عبر نشر الشائعات والأكاذيب لإرباك الوضع الأمني.
وتابعت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن اعتقال عباس، جاء على خلفية ثبوت تورطه في وفاق إجرامي خطير للتشويه والقذف والسب وهتك الأعراض والتطاول على الدولة واستهداف رموزها واستباحة أمنها القومي على صفحات تواصل اجتماعي مشبوهة تدار من الخارج.
وأكدت ذات المصادر أن هذا المحامي يتولى الإشراف على إدارة أكثر من 30 صفحة على موقع "فيسبوك"، وأكثر من 8 مجموعات خاصة.
ومضت قائلة إنه "من بين هذه الصفحات المشبوهة (صفحة سيب صالح) وصفحة (أخبار صدربعل)، وصفحة (تونس السياسية) و(المارد الجزائري للاستعلام والأمن السري).
والأربعاء الماضي، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، على الدور المهم لكل من الوكالة الفنية للسلامة المعلوماتية والوكالة الفنية للاتصالات، خاصة في ظل توظيف شبكات التواصل الاجتماعي لنشر أخبار زائفة وبث الشائعات وهتك الأعراض، إلى جانب القذف والسب اللذين صارا يطولان عددا من المسؤولين داخل أجهزة الدولة بهدف الإرباك وإدخال الريبة والشك في أي جهة رسمية أو أي مسؤول.
وقال قيس سعيد إن هذه المنصات لم تعد شبكات تواصل اجتماعي "بل تحولت إلى أدوات تلجأ إليها دوائر معروفة في الداخل والخارج لضرب الأمن القومي لتونس، فهتك الأعراض والتهديد بالقتل والتوعّد بالانتقام لا علاقة لها بحرية التعبير بل هي أفعال يجرمها القانون".
كما أكد سعيد أن هذه الممارسات لن تثني الشعب التونسي عن المضي قدما إلى الأمام كما لن يقدر أحد على إرباكه كما يتوهّم أصحاب هذه المنصات التي توصف بأنها اجتماعية"، في إشارة إلى عناصر الإخوان.
وشدد على أن "الدولة لا تدار بناء على الشائعات والافتراءات كما أنها لا تدار عبر ما ينشر في هذه الشبكات".
وفي الآونة الأخيرة، حاولت حركة النهضة الإخوانية نشر الفوضى عبر احتجاجات لم تجد أي صدى، ومن ثم اتجهت إلى منصات التواصل الاجتماعي عبر ذباب إلكتروني لا يتوقف عن نفث سمومه باستخدام معلومات مكذوبة وتحليلات مغلوطة.
ومن الشائعات الإخوانية التي انتشرت في الفترة الأخيرة، إقالة خالد اليحياوي، مدير الأمن الرئاسي، زاعمين أنه يسعى للانقلاب على النظام، وذلك لإثارة البلبلة.
وخالد اليحياوي هو آمر لواء مدير الأمن الرئاسي، وشغل بعد 25 يوليو/تموز 2021 منصب وزير الداخلية بالنيابة، ويعد من أشد خصوم الإخوان ويتعرض لهجمة من شركة "أنستالينغو" التي تواصل نشاطاتها بالخارج، رغم القضية المرفوعة عليها في تونس، وهي ممولة من تنظيم الإخوان، وتهدف إلى بث الفتنة، وفق محللين.
وتعود قضية "أنستالينغو" إلى أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين أوقفت السلطات موظفين في الشركة بتهمٍ بينها “ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة، والتآمر على أمن الدولة الداخلي والتجسس”،
وأصدر القضاء مؤخرا مذكرة إيداع بالسجن في حق راشد الغنوشي زعيم إخوان تونس في هذه القضية.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز