سلقطة التونسية.. لؤلؤة الشواطئ وأنشودة الطبيعة

تُعد بلدة سلقطة الواقعة في منطقة قصور الساف بمحافظة المهدية (وسط شرقي تونس)، واحدة من أجمل الوجهات الساحلية في البلاد، بما تمتلكه من شواطئ ساحرة تمتد على مسافة تقارب 13 كيلومتراً، وتزخر بتنوع جغرافي فريد يجعلها مقصداً مفضلاً لعشاق البحر والطبيعة.
ويعود اسم سلقطة إلى التسمية اللاتينية القديمة سُلاكْتوم، وتعني "المكان المبارك"، وهو ما يعكس سحر شواطئها ومياهها الفيروزية، التي تحتضنها أشجار النخيل والصخور الطبيعية، مانحةً إياها طابعاً متوسطياً أصيلاً.
ما يميز سواحل سلقطة أنها لا تقتصر على مشهد واحد، بل تحتضن تنوعاً لافتاً في طبوغرافيتها؛ فمن الشواطئ الصخرية الوعرة التي تتحدى قسوة الأمواج، إلى الشواطئ الحجرية المصقولة، وصولاً إلى الرمال الذهبية التي تمتد كالسجادة الناعمة على حافة المتوسط.
وتتمتع مياه سلقطة بصفاء استثنائي، تعززه المراعي والأعشاب البحرية الوفيرة في أعماقها، ما يسهم في خلق بيئة بحرية غنية ومتوازنة. هذا النقاء البيئي منح شاطئ سلقطة "الشارة الزرقاء" عام 2016، كأحد أنظف الشواطئ في تونس وأكثرها جمالًا وصفاءً.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، قال الناشط في المجتمع المدني وحيد السافي، إن سلقطة لا تقتصر على كونها وجهة سياحية بحرية، بل تُعد نقطة التقاء للتراث الثقافي والمعماري المتنوع في تونس.
وأضاف: "سلقطة تُقدم للزائرين رؤى فريدة لحضارات تعاقبت عليها، من البونيقية والرومانية إلى البيزنطية والإسلامية، وحتى الفترات الاستعمارية الفرنسية والألمانية، حيث كانت تُستخدم كموقع استراتيجي خلال الحربين العالميتين".
وأشار إلى أن الشواطئ القريبة، مثل شاطئ المهدية الرملي الأبيض، تُعد من أبرز نقاط الجذب السياحي في تونس، حيث يتوافد الزوار من مختلف أنحاء العالم صيفاً للاستمتاع بالرياضات البحرية كالسباحة والغوص والتزلج بالأشرعة، إلى جانب الأنشطة الشاطئية المختلفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA==
جزيرة ام اند امز