وزيرة التجارة التونسية تكشف لـ«العين الإخبارية» قصة الخبز الجديد
تفاقمت أزمة الخبز في تونس، خلال الأشهر الأخيرة، حيث سجلت البلاد نقصا فادحا في تلك المادة التي تعد أكثر المواد الغذائية استهلاكا لدى التونسيين.
والخبز في تونس أو ما يسمى "الباغيت" تدعمه الدولة عن طريق دعم المادة الرئيسية التي يتكون منها وهي الفارينة (الطحين) والتي أصبح أصحاب محال بيع المرطبات يستحوذون عليها ويحتكرونها لإعداد الحلويات والمعجنات و"الكرواسون" وبيعه بأسعار مرتفعة.
هذه الأزمة دفعت بالسلطات التونسية لإيجاد حلول بديلة ووضع حد لمشكلة احتكار المواد الأولية عن طريق الإعلان عن الانطلاق في إعداد خبز جديد يكون مكونا من القمح الصلب وغنيا بكامل الألياف ويكون مدعما بنفس سعر "الباغيت" وسيكون قريبا في جميع المخابز التونسية.
وقد أكدت وزيرة التجارة، كلثوم بن رجب لـ"العين الإخبارية"، أن إضافة الألياف الغذائية للخبز هي تجربة في طور الدراسة، ستساهم في تخفيف العبء على الدولة والمطاحن.
وأضافت أن هذه التجربة هي بادرة أولى لتغيير العادات الاستهلاكية للمواطن التونسي، موضحة أن هذا الخبز يشبه الخبز التقليدي التونسي المكون من القمح الصلب ولا يحتوي على الفارينة المدعّمة.
وأوضحت أنّ القيمة الغذائية في الخبز الجديد كاملة ودون إضافات، لأنّ الألياف موجودة في الفارينة المستخرجة.
وأفادت بأن السعر سيكون في متناول المواطن حيث سيتم بيع هذا الخبز بـ190 مليما (0.075 دولارا) يعني بالسعر ذاته للخبز المدعم، لأنّ التكلفة هي ذاتها.
ويحتوي خبز القمح الكامل على البذرة والسويداء والنخالة، التي تتمتع بنسبة عالية من الألياف، كما يحتوي على البروتين والدهون والفيتامينات والمعادن ومركّبات نباتية مفيدة، لذلك فإن حبوب القمح الكامل هي مصدر مثالي للألياف، وتعتبر أكثر تغذية من الحبوب المكررة، والتي تمت معالجتها لإزالة النخالة والبذرة.
من جهة أخرى، قالت المديرة العامة للديوان الوطني للحبوب سلوى بن حديد، أن تجربة إدخال الألياف الغذائية على فارينة الخبز المدعم تأتي في إطار ضبط منظومة الحبوب.
وأوضحت أن الألياف الغذائية الموجودة في مادة الفارينة سيتم رفع نسبتها وإدخال تعديلات على تركيبة الخبز المدعم.
ويوجد في تونس 3737 مخبزا مصنفا، تحصل على الدقيق المدعوم من قبل الحكومة، و1443 مخبزا 'غير مصنف' تستفيد من نفس الدقيق لكن بكميات أقل من المخابز الأخرى.
وتبيع المخابز 'غير المصنفة' أساسا الحلويات وكمية محددة من الخبز بأسعار أغلى من تلك التي تبيعها المخابز 'المصنفة'، في تحد واضح للقانون.
ومنذ 2021، تراجع إنتاج الحبوب في تونس لأسباب مناخية، وانتقلت تداعياته بعد شهور قليلة إلى الأسواق المحلية، من حيث عدم توفر كميات مطمئنة من القمح الصلب المستخدم في إنتاج الخبز.
ووجدت الحكومة أن الحل يكمن في اللجوء إلى الاستيراد، ولكن هذا الأمر اعترضته عراقيل بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد.
وتستورد تونس 60% من القمح من أوكرانيا وروسيا لتوفير الغذاء، وهو ما بات صعبا بسبب الأزمة العالمية.