إخوان تونس ومناورات العودة.. سقوط في «اختبار» غزة
رغم الضربة القاصمة التي تلقاها تنظيم إخوان تونس باستبعاده شعبيا من الحكم، إلا أنه لا يزال يناور أملا في العودة من بوابة غزة هذه المرة.
ولأنه يدرك أن الأزمات توفر له أرضية ملائمة للاندساس والركوب على الأحداث، حرص على الانضمام لمظاهرات ينظمها تونسيون بشكل عفوي دعما لغزة.
لكن التنظيم -الذي لطالما تاجر بجميع القضايا المركزية، بما فيها القضية الفلسطينية- لم يكن ما يشهده سكان غزة من مآس ومعاناة هو ما يشغله، بل كل همه تعبيد طريق عودته للسلطة بأي ثمن وبأي شكل.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن الإخوان يعمد منذ الإطاحة بحركة النهضة من البرلمان والحكومة، في 25 يوليو/تموز 2021، إلى إثارة الفوضى للانقلاب على الحكم، لكنه يفشل في ذلك، ثم حاول الاعتصام لكسب التعاطف الشعبي، لكن المصير كان الفشل أيضا.
وفي خضم الحرب المستمرة بين حماس وإسرائيل يحاول التنظيم الإخواني استغلال الظروف في غزة والوضع الأمني في تونس، لكنّ مساعيه تنتهي بالفشل المدوي نفسه.
محاولات وفشل
يرى عمر اليفرني، الناشط والمحلل السياسي التونسي، أن الإخوان يحاول استعادة قاعدته الشعبية التي فقدها بكل الطرق والأسلحة، مستغلة عناصرها المتغلغلة داخل الدولة بهدف تعطيل عمل الحكومة.
ويقول اليفرني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن العودة للحكم ومراكز النفوذ هو الهدف الأكبر بالنسبة للإخوان.
ويضيف أنه "رغم الزج بقيادات ورئيس النهضة في السجون إلا أن الحركة عينت منذ أسبوع العجمي الوريمي أمينا عاما جديدا لها من أجل إعادة التموقع، مستغلة البطء في الإجراءات القانونية القاضية بحله وتصنيفه حزبا إرهابيا".
وبدأ البرلمان التونسي التوقيع على لائحة برلمانية في يوليو/تموز الماضي، من أجل حل حركة النهضة وتصنيفها إرهابية، نظرا لتورطها في هذا الملف.
وبحسب اليفرني فإن "حركة النهضة تحاول توظيف القضية الفلسطينية لاستمالة التونسيين الذين يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني، عبر التظاهر، للإيحاء بأن الحركة داعمة لهم".
وتابع: "في حين يتظاهر الإخوان بدفاعه عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ظهر رضوان المصمودي القيادي الإخواني البارز ذو الأفكار المتطرفة ليصف في تدويناته على مواقع التواصل الاجتماعي حركة حماس بالإرهابية، ويقول إن الهجوم الذي شنته الحركة إرهاب".
ولفت إلى أن حركة النهضة سارعت لعقد مؤتمر صحفي وتبرأت من كلام المصمودي، مؤكدا أن جبهة الخلاص الإخوانية وحركة النهضة تعمدان للخروج في مظاهرات داعمة لفلسطين في نفس الوقت والمكان الذي تختاره الأحزاب السياسية الأخرى، من أجل إظهار أن الكم الأكبر من المتظاهرين هم من مسانديها وأنصارها.
"تاريخ انقلابي"
من جهة أخرى، قال عبدالمجيد العدواني، الناشط والمحلل السياسي، إنه "لولا الجاهزية الأمنية في البلاد لاستطاعت النهضة الانقلاب على مسار 25 يوليو/تموز 2021 الإصلاحي الذي أطاح بها من الحكم".
وذكّر العدواني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، بأن "تاريخ التنظيم الإخواني في تونس انقلابي، حيث حاولت النهضة اختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية في منتصف الثمانينيات، لكن المحاولة انتهت بفشل ذريع عقب أحداث انقلاب 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 الفاشل ضد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي".
العدواني أوضح أنه "في عام 2011، عندما خرج التونسيون للمشاركة في انتفاضة لإسقاط نظام زين العابدين بن علي من أجل تكريس مبادئ الديمقراطية وتطوير البلاد وتحسين مقدراتها، ركب الإخوان على المطالب الشعبية وعادوا من منافيهم وخرجوا من سجونهم وانطلقوا في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية والإرهابية".
ومضى قائلا إن "عقيدة الإخوان تتمثل في التمكين والاندساس في أجهزة الدولة ومكونات المجتمع المدني والجامعات".
وأكد أن تنظيم الإخوان لا يزال يعتمد الأسلوب نفسه في اختراق المؤسسات، وهو الذي تفطّن له الرئيس قيس سعيد، ودفعه لتدشين عملية تطهير المؤسسات.
وأصدر قيس سعيد أمرا رئاسيا في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، ينص على ضرورة البدء بمراجعة كل الانتدابات التي تمت خلال العشرية السابقة، ضمن جهوده لتطهير مؤسسات الدولة من "الانتدابات العشوائية".
ويهدف قانون مراجعة التعيينات في المؤسسات الحكومية إلى النظر مجددا في التعيينات التي تمت بناء على "الولاءات والشهادات المزيفة".
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز