استثمار بالأزمات.. "ذباب" إخوان تونس يحوم على"نفايات عقارب"
بفشلهم في الحشد على الأرض يحاول تنظيم إخوان تونس، الاستثمار بالأزمات عبر إطلاق "كتائبهم" الإلكترونية في محاولة لإشعال فتيل حرب أهلية.
ومنذ أشهر، تقود حركة النهضة الإخوانية في تونس حربا مأجورة بالوكالة، تحاول من خلالها تأليب الرأي العام ضد رئيس البلاد قيس سعيد، وافتعال الأزمات، والاستثمار في أوضاع الناس، في رد "انتقامي" على تدابير استثنائية أعلنها الرئيس منذ يوليو/ تموز الماضي، وضعت حدا لسنوات حكمهم.
فبعد أن فشلت الحركة في استعراض قوّتها بالشارع الذي تجاهل دعوات زعيمها راشد الغنوشي، وفبركتها صورا لوقفاتها الاحتجاجية، واستهداف الصحفيين، استغلت الاحتجاجات المندلعة في مدينة عقارب بمحافظة صفاقس (جنوب)، ودفعت بـ"ذبابها الأزرق" لبث الفتنة بين التونسيين.
ومساء الإثنين، شهدت المدينة احتقانا كبيرا بعد قرار وزارة البيئة استئناف نشاط مصب "القنة" للحد من المخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية الكبيرة بالولاية على خلفية أزمة النفايات.
وتدخلت الوحدات الأمنية باستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قاموا برشق الأمن بالحجارة وسط حالة من الكر والفر.
ورغم أن أزمة النفايات في صفاقس ليست وليدة اللحظة، بل هي قضية مطروحة منذ سنوات ويتحمل الإخوان المسؤولية الكاملة عنها باعتبار أنهم كانوا ممثلين في الحكومات المتعاقبة عبر حقائب وزارية، ومن خلال تعيينهم محافظين من المعروفين بولائهم للحركة, إلاّ أنهم استثمروا في الكارثة البيئية بهدف إشعال فتيل حرب أهلية, حيث جنّدت "ذبابها الأزرق" على صفحات التواصل الاجتماعي لترويج إشاعة وفاة أحد المحتجين اختناقا بالغاز المسيل للدموع.
ولاحقا، فندت وزارة الداخلية شائعة الإخوان وقالت، في بيان مقتضب، إن الشاب الذي توفي لا علاقة له بالاحتجاجات، وتوفي في بيته الذي يبعد ستة كيلومترات عن الاحتجاج بسبب طارئ صحي.
استثمار في الأزمة
منصور الرقيق، الناشط المدني بمحافظة صفاقس، يرى أن القيادات الإخوانية تقود صفحات عبر شبكة التواصل الاجتماعي لتأجيج الأوضاع وتحريض السكان على حرق المقرات الأمنية.
وقال الرقيق، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "إخوان تونس يحاولون استغلال غضب الأهالي للقيام بعمليات تخريبية من شأنها إحراج الرئيس قيس سعيد وضرب شعبيته المتنامية".
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تحاول فيها حركة النهضة الإخوانية في تونس الزج بالبلاد في أتون حرب أهلية، بل يعتبر التكتيك نهجهم كلما ضاق عليهم الخناق.
ويسعى التنظيم الإرهابي إلى ضرب شعبية قيس سعيد الذي أقر تدابير استثنائية تم بموجبها تجميد عمل البرلمان الذي يهيمنون على تركيبته، وإقالة رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي الموالي لهم.
وصبيحة الثلاثاء، تجددت الاحتجاجات في مدينة "عقارب"، ما اضطر الوحدات الأمنية التي تمركزت بالمدينة من الانسحاب تفاديا لأي تصادم مع المتظاهرين.
ورغم انسحاب قوات الأمن، إلا أن مجهولين قاموا باقتحام مركز للحرس الوطني التونسي بالمدينة وبعثروا محتوياته قبل حرقه.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز