«تبييض» الغنوشي.. عزف إخواني على وتر المظلومية «المقطوع»

تتقن حركة النهضة الإخوانية اللعب على أوتار المظلومية لكسب تعاطف التونسيين، آملة بالعودة للمشهد السياسي التونسي بعد أن لفظها الشعب.

والجمعة، زعمت الحركة أن "ما يحصل في حق زعيمها راشد الغنوشي مظلمة لم يراع فيها مقامه الرفيع، ولا وضعيته الصحية ولا تقدمه في السن"، مضيفة "للعام الثاني يقضي ذكرى ميلاده في السجن لا يخفف من ذلك إلا احتفال أنصاره ومحبيه وتهانيهم له بعيد ميلاده عبر شبكات التواصل الاجتماعي تعبيراً له عن التضامن والوفاء".

وطالبت النهضة بإطلاق سراح الغنوشي وكل المساجين من الإخوان وحلفائهم واهمة بأنهم "سجناء سياسيون".

ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أنه "مثلما كسبت النهضة تعاطفا كبيرا عبر خطاب المظلومية في 2011 ما جعلها تتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية، زاعمين بأنهم ضحايا السجون والاستبداد ها هي الآن تعتمد نفس الخطاب.

وقال حسن التميمي المحلل السياسي التونسي إن "راشد الغنوشي منذ وصوله لتونس في فبراير/شباط 2011 عائدا من منفاه ببريطانيا، اعتمد تنفيذ أجندات الإخوان لتدمير البلاد".

وأكد التميمي لـ"العين الإخبارية" أنه "طيلة العشر سنوات الماضية كان الغنوشي عراب الإرهاب وأدخل البلاد في دوامة من العنف والاغتيالات لذلك لفظه الشعب ونبذه وخرج يوم 25 يوليو/تموز  2021، بكثافة للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان  وردد شعار (يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح) لذلك استجاب لهم الرئيس قيس سعيد بإعلان تجميد عمل البرلمان الذي يترأسه الغنوشي حينها".

وأوضح أن النهضة تريد إثارة غرائز الناس من خلال إيهامهم بأن «الإخوان يعيشون مظلمة».

وأشار إلى أن «حركة النهضة لم تعد قادرة على تحريك الشارع للاحتجاج ضد الرئيس قيس سعيد، ولهذا تبحث عن أساليب ملتوية لإعادة التموقع خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية».

وأكد أن النهضة عادت لتسويق خطاب المظلومية الذي دأبت عليه منذ ثمانينيات القرن الماضي، في محاولة لاستدرار عطف التونسيين.

وأشار إلى أن النهضة اختارت أن تضفي طابعا سياسيا على القضايا المتهم فيها الغنوشي وعدد من قيادات الحركة في محاولة تشويه صورة مسار 25 يوليو 2021.

ويواجه الغنوشي، الذي يقبع في السجن منذ 19 أبريل/نيسان 2023، 10 قضايا من بينها التآمر على أمن الدولة والتخابر والاغتيالات السياسية والجهاز السري للإخوان وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر وتبييض الأموال.

وفي فبراير/شباط الماضي، حُكم على الغنوشي بالسجن لمدة 3 سنوات بعد إدانته بتهمة تلقي حزبه تمويلات بشكل غير قانوني.