عنف إخوان تونس.. الغنوشي يطلب فض اعتصام نواب بـ"القوة"
عنف لطالما شكل نقطة الارتكاز الأبرز في فكر إخوان تونس، التنظيم الذي يعتبر أن الاعتداء على الآخر يشكل أقصر الطرق لتحقيق الهدف.
فبعد يومين من اعتداء نائب عن ذراع الإخوان بالبرلمان على زميلته رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، يصعد زعيم التنظيم راشد الغنوشي عبر الدعوة إلى استخدام "القوة العامة" لفض اعتصام نواب الحزب.
إعلام تونسي ذكر، الجمعة، أن الغنوشي الذي يتولى رئاسة البرلمان، تقدم بشكوى ضد كتلة الدستوري الحر، بزعم "تعطيلها" أشغال المؤسسة التشريعية.
ونقلت تقارير إعلامية عن نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ورئيس وحدة الاتصال والإعلام، محسن الدالي، قوله إن "رئيس البرلمان طالب في شكواه التي تقدم بها الأربعاء بأن تأذن النيابة العمومية للقوة العامة بفك اعتصام أعضاء كتلة الحزب الدستوري الحر داخل المجلس ومنعهم من تعطيل أعماله".
وأضاف الدالي أن النيابة العامة أحالت الشكوى إلى إحدى الفرق الأمنية لإجراء الأبحاث اللازمة، واطلاعها لاحقا على النتائج لاتخاذ ما يلزم من قرارات.
فكر العنف
لا تعتبر هذه المرة الأولى التي يطالب فيها الغنوشي باستخدام العنف، حيث دعا، في يوليو/ تموز الماضي، وزير الداخلية لاستعمال القوة العاملة لإخلاء مقر البرلمان من نواب الحزب الدستوري الحر المعتصمين حينها داخل مبنى البرلمان للمطالبة بتنحية زعيم الإخوان.
وآنذاك، تداول الإعلام المحلي رسالة توجه بها الغنوشي إلى وزير الداخلية، قال فيها "نطلب منكم التدخل ولو بالقوة العامة لإخلاء بؤر الاعتصام وتحرير فضاءات المجلس في أسرع وقت ممكن".
ويرى محللون أن لجوء الغنوشي لمنطق العنف يستبطن الفكر الإخواني الذي يعتنقه، ويستحضر أحداث عنف دامية شهدتها تونس قبل 4 عقود، نفذتها عناصر من التنظيم الإرهابي الذي كان حينها يتخذ اسم "حركة الاتجاه الإسلامي".
عنف متأصل في فكر التنظيم الإرهابي، سواء في فرعه بتونس أو بمختلف أنحاء العالم، ينحدر مع التشكيل منذ أن كان مجرد أفكار في ذهن حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي، قبل تفريخ التنظيمات الإرهابية الأشد عنفا لاحقا.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg جزيرة ام اند امز