«جناح المرزوقي» يغرد من وراء الحدود.. إخوان تونس يستنجدون بـ«ظلهم»

يخيطون نسيج المؤامرة للعودة من وراء الحدود عبر دعوات تدس السم في العسل بعناوين مغلوطة جوهرها تعبيد الطريق لعودة إخوان تونس.
ومن خارج البلاد، أعلن المرشح الرئاسي التونسي السابق عماد الدايمي، وهو من أجنحة الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، دعوة لتجميع المعارضة والانطلاق في حوار وطني والإفراج عن المساجين من الإخوان.
وتحدث الدايمي عن "خريطة طريق تتضمن 7 نقاط، تتلخص بتأسيس مجلس إنقاذ وطني يضم ممثلين عن النخب السياسية والاقتصادية والمجتمع المدني والنقابات".
وأيضا "البدء بحوار وطني حقيقي شامل وشفاف، لا صوري ولا موجه، فضلا عن إصدار عفو عام عن سجناء الرأي والشروع في إصلاح جدي لمنظومة العدالة".
كما دعا الدايمي إلى "وقف التعامل بالدستور الحالي، واستبداله بدستور 2014 (دستور الإخوان) بعد إجراء تعديلات محدودة لسد الثغرات وإعادة التوازن بين السلطات، فضلا عن تحييد الأمن والجيش عن الصراعات السياسية".
ظل إخواني
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن دعوة الدايمي تهدف إلى "فتح الطريق لعودة الإخوان".
ويقول المحلل السياسي التونسي عبدالرزاق الرايس إن "خريطة الطريق التي أعلن عنها الدايمي هي انقلاب على الشرعية الانتخابية خاصة أنها تدعو إلى العودة إلى دستور الإخوان".
ويوضح الرايس، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الدايمي الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2024، وشغل منصبا برلمانيا سابقا (نائبا) ومديرا للديوان الرئاسي للمرزوقي، لا يزال يحلم بالعودة إلى النفوذ".
ويضيف أن "العمالة ليست جديدة على الإخوان وحلفائهم"، مشيرا إلى أن "أي دعوة تأتي من خارج حدود الوطن لا تخدم مصلحة تونس وإنما هي محاولة لتشويه صورة البلاد ومحاولة الإيحاء بأن القضاء والأمن والجيش غير مستقلين".
ووفق الرايس، فإن "حركة النهضة (الذراع السياسية للإخوان) والتي غابت كليا من الساحة السياسية لا تزال تتحرك من خارج البلاد ووجدت ظلا تتخفى وراءه".
وختم محذرا من أن الحركة "احترفت سياسة الاستقواء بالخارج بعدما تأكدت من اللفظ الشعبي ونبذ التونسيين سياساتها".
من هو الدايمي؟
عماد الدايمي (55 عاما)، سياسي تونسي، شغل منصب الأمين العام لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" (حزب المرزوقي) سابقا، كما تقلد أيضا مهام رئيس سابق لديوان رئيس الجمهورية خلال حقبة المرزوقي (2011-2014).
والدايمي هو نائب رئيس حزب "الحراك"، الذي يتزعمه المرزوقي، وهو من أبرز المنتقدين لسياسات الرئيس قيس سعيد، الذي ينافس للبقاء في منصبه.
كما ساهم في تأسيس عدة جمعيات مثل "المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين" و"تونس المستقبل"، وانتخب عضوا بالمجلس الوطني التأسيسي (العهدة البرلمانية الأولى بعد الثورة التونسية في 2011).
ولاحقا، انتخب عضوا بالبرلمان التونسي عن حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" عقب الانتخابات التشريعية لسنة 2014، وهو سياسي معارض لنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي حيث قضى أكثر من 19 عاما في المنفى قبل أن يعود إلى تونس عقب أحداث 2011.
وفي يوليو/تموز 2024, أعلن الدايمي ترشحه للانتخابات الرئاسية لكن تم رفض ترشحه.
ويواجه الدايمي، منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، حكما غيابيا بالسجن لمدة ستة أشهر على خلفية دعوى تشهير على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم بها ضده الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد).