«مظاهرات فارغة».. وعي التونسيين يطفئ شرارات الإخوان
يوما بعد يوم يتقلص عدد المساندين لجبهة الخلاص الإخوانية في وقفتها الاحتجاجية الأسبوعية التي تنظمها يوم السبت من كل أسبوع أمام المسرح البلدي بالعاصمة التونسية.
ويعد هذا التحرك الاحتجاجي هو الأول من نوعه منذ حبس الأمين العام لحركة النهضة الإخوانية، العجمي الوريمي وقياديين بارزين من الإخوان، هما محمد الغنودي ومصعب الغربي في قضية التآمر على أمن الدولة.
فحتى أحمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الإخوانية لم يكن حاضرا خلال هذا التحرك، إضافة لعدم حضور عبداللطيف المكي ورياض الشعيبي اللذين لم يغيبا عن أي تحرك سابق.
لم يغفر الشعب التونسي أفعال جماعة الإخوان لما ارتكبته من جرائم طيلة العشرية الماضية، ولما تخطط لارتكابه خلال هذه الآونة لتأجيج الأوضاع في البلاد وللتشويش على مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن جماعة الإخوان التي تحاول تأليب الرأي العام قبيل موعد الانتخابات الرئاسية، انفض الجميع من حولها، حتى قياداتها وأنصارهم.
ويوم الخميس الماضي، وصف الرئيس التونسي قيس سعيد جبهة الخلاص الوطني التي تضم حركة النهضة الإخوانية وحلفائها بالجراد، قائلا: "التقت أسراب الجراد بأسراب سبقتها وبأسراب تحالفت معها كانوا في الظاهر خصوما، لكن لم يكن أحد من أبناء شعبنا لا يعلم أنهم حلفاء".
وقال منجي الصرارفي المحلل السياسي التونسي إن "حركة النهضة انتهت في تونس ولعل الصور التي نشرتها جبهة الخلاص على صفحتها الرسمية لوقفتها الاحتجاجية الأسبوعية أكبر دليل على هذه النهاية".
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية " أن "الجميع انفضوا من حول حركة النهضة بعد أن أدركوا كم الجرائم التي اقترفتها ومن بينها إفلاس البلاد وتفقير الشعب التونسي وممارستها للإرهاب.".
وتابع قائلا إن "النهضة التي لا تعيش سوى في المناخات المتعفنة، لم يتبق لها سوى ممارساتها الشيطانية الداعية لتأجيج الأوضاع في البلاد، وتشويه مسار الانتخابات الرئاسية لتزعم أن قياداتها معتقلون سياسيون وأنهم ضحايا".
وأكد أن "أكاذيبهم وافتراءاتهم كلها أصبحت مفضوحة ولم تعد تنطلي على أحد".
وقال الصرارفي إن "جبهة الخلاص كانت تتوقع أنه سيتم التحرك من أجل الإفراج عن أمينها العام العجمي الوريمي، لكن الوقفة الاحتجاجية كانت خالية من الشعب وحضرها عدد هزيل من أعضاء جبهة الخلاص فقط".
وأكد أن "التونسيين لا يمكنهم أن يسامحوا حركة النهضة التي لم تستغل البلاد للنهب والسرقة والنفوذ فقط، بل استغلتها لخدمة أهداف التنظيم الدولي للإخوان وسعت لجعل تونس منصة لدعم الإرهاب في محيطها الإقليمي".
من جهته، قال زهير حمدي الأمين العام للتيار الشعبي إن حركة النهضة مدانة ولم يغفر لها الشعب تواطئها مع الإرهاب، لذلك أخفقت في جميع تحركاتها الاحتجاجية.
وأضاف حمدي لـ"العين الإخبارية" تمسك وإصرار حزبه بكشف الحقيقة كاملة في اغتيال القيادي في الحزب محمد البراهمي الذي اغتيل في 25 يوليو/تموز 2021، وفي كل الاغتيالات السياسية والجرائم الإرهابية، ومحاسبة ومعاقبة كل من تورطوا فيها سواء بالتحريض أو التخطيط أو التمويل أو التنفيذ.
وثمن حمدي هذا التقدم الذي وصفه بالمهم جدا في المسار القضائي لملف الاغتيالات السياسية، بعد كافة الضغوطات التي مارستها من قبل حركة النهضة وحلفائها من أجل عدم المحاسبة والإفلات من العقاب.
ومؤخرا، حذر الرئيس قيس سعيّد خلال لقائه، وزير الداخلية خالد النوري، من وجود "لوبيات" تسعى للمشاركة في الانتخابات الرئاسية من وراء الستار.
وسبق أن قال قيس سعيد: "هناك توزيع للأموال خلال هذه الأيام من قبل نفس هذه اللوبيات في عدد من مدن البلاد، للمشاركة في احتجاجات مدفوعة الأجر غايتها حقيرة ومفضوحة يعلمها الشعب التونسي".
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز