الغنوشي ورئاسة النهضة.. محاولات للقفز من سفينة الإخوان الغارقة
انهيار بالكامل يشهده حزب إخوان تونس بعد إزاحتهم من الحكم وفتح القضاء جميع الملفات التي تدين إرهابهم وفسادهم.
فبعد أكثر من عام، منذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد حل برلمانهم وتضييق الخناق على إرهابهم، يواصل زعيم إخوان تونس، راشد الغنوشي، مناوراته ومحاولاته لكسب تعاطف أنصاره والقفز من سفينة النهضة الغارقة.
فبعد إعلانه في حوار إعلامي أنه عازم على التخلي عن رئاسة الحركة في المؤتمر القادم ولن يجدد ترشحه، شككت الأوساط السياسية والدوائر المقربة من الإخوان في مصداقية القرار واعتبروها مناورة.
النهضة إلى زوال
الإخواني والقيادي المستقيل من حركة النهضة الإخوانية محمد بن سالم، اتهم زعيم إخوان تونس بأنه بسببه لم يبق شيء في الحركة وهي في طريقها إلى الزوال بعد التلاشي والتهاوي الذي عرفته بسبب تمسكه بالرئاسة".
وانتقد في حوار صحفي لصحيفة "الصباح" المحلية، تشبث الغنوشي بالبقاء على رأس الحركة بطريقة "غير شرعية"، مبيّنا أنها من بين الأسباب التي أدت إلى حدوث انشقاقات عمودية وأفقية داخل النهضة.
وأكد أن "قرار تخلي راشد الغنوشي عن رئاسة النهضة جاء متأخرا جدا وصعب التحقيق على أرض الواقع"، حسب رأيه.
وحمّل القيادي السابق بالحركة الغنوشي مسؤولية "الإطاحة" بالديمقراطية على المستوى الحزبي والوطني.
ومنذ أسبوع، قدم النائب الإخواني بالبرلمان المنحل ناجي الجمل، استقالته من حركة النهضة؛ احتجاجاً على انفراد رئيسها راشد الغنوشي بالقرار لترتفع قائمة المستقيلين من الحركة لمائة عضو منذ عام.
مناورة إخوانية
ويعتقد محللون أن رسالة الغنوشي من خلال التلويح بالانسحاب من رئاسة الحزب ليست سوى مناورة لجعل الأنصار يتمسكون به.
وقال حسن التميمي، المحلل والناشط السياسي، إن حركة النهضة انتهت سياسيًا ولم تعد تعني أي شيء للتونسيين الذين ذاقوا الأمرين إبان حكمها، وبالتالي فإن تصريحه يعد مغالطة خاصة بعد أن تخلى أكثر من مائة قيادي بارز منها بعد تهاويها وسقوطها المدوي منذ 25 يوليو/تموز 2021.
وتابع: "الغنوشي يكابر ويزعم أنه سيتخلى عن رئاسة الحزب بعد إدراكه أن حركته يمكن أن تحل في أي وقت بأمر قضائي بعد تتالي القضايا المرفوعة ضده بعد اتهامها بتلقي تمويلا أجنبيا".
وأكد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تخلي الغنوشي عن رئاسة الحركة ليس خيارا منه بل هو يأتي بصفة إجبارية بعد فتح ملفات قضائية تدينه في ملفات التسفير والاغتيالات وتبييض الأموال"، موضحا أن "قرار الانسحاب هو محاولة للقفز من سفينة النهضة الغارقة".
وأشار إلى أن "الغنوشي فشل في القيام بأي ردة فعل تذكر في مواجهة مسار 25 يوليو/تموز خاصة بعد أن لفظه الشارع وتخلت عنه القوى الخارجية التي ارتمى في أحضانها للاستقواء بها".
وأكد أن زعيم إخوان تونس يحاول القيام بمناورة جديدة ويقول للرئيس التونسي قيس سعيد إنه سيستقيل ويريحه عله يغلق الملفات والقضايا المفتوحة والتي ستنسف أحكامها المرتقبة جميع أحلامه السياسية".
وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي أعلن عشرات القيادات والأعضاء في حركة النهضة استقالتهم، وكان من بينهم قياديون ووزراء ونواب سابقون، مثل عبداللطيف المكي وسمير ديلو ونورالدين العرباوي وفتحي العيّادي وعماد الحمامي، وعزوا ذلك إلى “الخيارات السياسية الخاطئة لقيادة حركة النهضة”، ما أدى إلى عزلتها.
وفي 25 يوليو/تموز 2021، بدأ الرئيس قيس سعيد مسار "إصلاحات يوليو" والتي شملت إجراءات أبعدت حركة النهضة عن مراكز الحكم، ومنها تغيير الحكومة، وحل البرلمان الذي كانت تسيطر عليه، وإصلاحات في القضاء، ووضع دستور وقانون انتخابي جديدين.