إخوان تونس و«احتجاجات قابس».. الكشف عن مخططات لبث الفوضى

مخططات إجرامية اقترفتها أيادي الإخوان لتأجيج الأوضاع في مدينة قابس الساحلية (جنوب شرق تونس) مستغلة الاحتجاجات السلمية
المطالبة بإغلاق مصنع مواد كيميائية، بسبب تكرر حالات الاختناق جراء تسريبات غازية.
وأوقفت الشرطة في مدينة قابس التونسية عشرات من الأشخاص الذين اخترقوا هذه التظاهرات الاحتجاجية لزرع الفوضى، وفق ما أكده الإعلام المحلي التونسي.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم الادارة العامة للحرس الوطني، حسام الدين الجبابلي، في تصريحات للإعلام المحلي، بأن الوحدات الأمنية قامت، خلال موجة الاحتجاجات التي شهدتها قابس، بتأمين جميع المظاهرات والمسيرات السلمية التي نفّذها مواطنو قابس، طبقا لما يكفله الدستور.
وأشار إلى أنه "رغم ذلك، فقد تم تسجيل اعتداءات على قوات الأمن من قبل عدد من المحتجين، تمثلت في استعمال نحو 500 شمروخ حارق و800 قارورة حارقة (مولوتوف)، إضافة إلى أسلحة بيضاء وغيرها من الوسائل الخطرة، كما سجلت قوات الأمن أعمال شغب وسرقة واعتداء على الأملاك".
وأكد أن "وحدات الحرس الوطني تمكّنت خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة قابس، من حماية مقر المجمع الكيميائي وتأمين نحو 100 ألف طن من المواد الخطرة التي كان من الممكن أن تتسبب في كارثة في حال تمكنت المجموعات المخربة من اختراق المحتجين وتخريب مقر المجمع".
وأكد الجبابلي، على" أهمية دور المواطنين الشرفاء في التصدي لكل محاولات الاختراق من قبل بعض المخربين الذين حاولوا استغلال الملف البيئي لتحقيق أغراضهم سواء من الداخل أو الخارج".
وبين أن هؤلاء الأشخاص معروفون لدى الأجهزة الأمنية والقضائية وهم محل متابعة، مشيرا إلى أنه تمّ فتح تحقيقات وتحريات لإحالة هذه المجموعات إلى العدالة.
والسبت، وجه الرئيس التونسي قيس سعيد اتهامات لجماعة الإخوان بالوقوف وراء تأجيج الأوضاع بالمحافظة الواقعة جنوب شرقي تونس، على خلفية الاحتجاجات المطالبة بتفكيك المصنع الكيميائي.
وقال سعيد إن تونس نجحت في التصدي للعديد من التحديات، وهو ما جعل "المناوئين والمتآمرين يتخبّطون ويتلوّنون".
وأضاف سعيد في إشارة ضمنية للإخوان: "هؤلاء الذين تُغدق عليهم الأموال من الخارج حتّى يكونوا أبواقا مأجورة ومسعورة ولكنّهم في تخبّطهم وغيّهم لم يَعُوا ولن يَعُوا أبدا أنّ أبواقهم أصابها الصّدأ لا يكاد يسمعها أحد".
وشدد سعيد على أن "تونس ستكون في موعد مع التّاريخ، في موعد مع النجاح لأنّ الشّعب التونسي آل على نفسه أن يرفع كلّ التحدّيات".
وأشار سعيد في هذا السياق إلى "ضرورة أن يكون الأهالي وقوات الأمن صفّا واحدا في مواجهة من يُريدون استغلال الأوضاع البيئية الكارثية لأغراضهم الخاصّة وهي أغراض لم تعد تخفى على أحد".
من جهته، قال المحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس لـ"العين الإخبارية"، إن مطالب أهالي قابس مشروعة، من حيث الحل الفوري للتلوث الناجم عن المجمع الكيميائي، داعيا السلطات إلى التدخل الفوري لوضع حد لمآسي الأهالي.
وتابع: "لكن أيادي الإخوان تواصل عبثها بأمن البلاد ونفخ نار الفتنة عن طريق زرع عدد من القصر والمراهقين وسط المظاهرات من أجل تأجيج الأوضاع وهو ما كشف عنه الرئيس التونسي قيس سعيد والمتحدث الرسمي باسم الدرك التونسي".
وأوضح أن تنظيم الاخوان يسعى للانحراف بالقضية العادلة لأهالي قابس لغايات سياسية من أجل إحراج السلطة السياسية وخلط الاوراق من جديد لخلق الفوضى.
من جهته، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل السبت عن تنظيم إضراب عام في محافظة قابس جنوبي البلاد، يوم الثلاثاء، دعمًا لاحتجاجات الأهالي ضد التلوث البيئي والمطالبة بوقف أنشطة المجمع الكيميائي في الجهة.
وأوضح الاتحاد في بيان أن الإضراب يأتي تنفيذًا لقرار الهيئة الإدارية، دفاعًا عن الحق في بيئة سليمة.
وانطلقت احتجاجات أهالي قابس الأسبوع الماضي وتتواصل حتى اليوم الأحد، وذلك إثر تكرار حالات الاختناق بسبب التلوث الناجم عن انبعاثات المصنع.
وبحسب بيانات محلية، تجاوز عدد المصابين الذين نقلوا للمستشفيات بالمحافظة نحو 100 حالة خلال شهري سبتمبر/أيلول الماضي وأكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتأسس المصنع الكيميائي عام 1972 وهو وحدة من وحدات المجمع الكيميائي التونسي (حكومي) مختص بتحويل مادة الفوسفات إلى حمض فسفوري.
وبين العامين 1979 و1985، أُنشئت وحدتان لإنتاج سماد الفوسفات ثنائي الأمونيوم، وفي 1983، أنشئ مصنع لإنتاج نترات الأمونيوم.
وفي هذا المجمع الصناعي الضخم، تتم معالجة الفوسفات المستخرج من مناجم محافظة قفصة المجاورة، لتصنيع الأسمدة وغيرها من المواد الكيميائية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز