الإخوان الإرهابية.. تحركات خفية لصب الزيت على النار في تونس
في كل معاناة تعيشها تونس تقف جماعة الإخوان (المصنفة إرهابية في عدة دول) في الخلفية تحرك الخيوط وتضع الخطط من أجل العبث بالأمن والاستقرار.
فتأجيج الأوضاع وزرع الفتنة هو سلاح الإخوان، وهو بالضبط ما حدث في محافظات صفاقس والقصرين وقفصة، حيث تعيش على وقع صفيح ساخن إثر مناوشات واشتباكات بين المواطنين، ما استدعى تدخل الأمن.
وكانت مدينة سبيطلة التابعة لمحافظة قصرين (وسط غرب) سجلت الأيام الماضية عمليات كرّ وفرّ بين وحدات أمنيّة وعدد من الشبان الذين أقدموا على رشق الأمن بالحجارة في محيط منطقة الأمن الوطني، إثر وفاة شاب بطلق ناري لا يعرف مصدره.
وكانت النيابة التونسية فتحت تحقيقا في وفاة مواطن بطلق ناري وإصابة آخر في سبيطلة، لتحديد المسؤوليات بشأن الحادثين.
وكانت وزارة الداخلية نشرت مساء الأربعاء الماضي بيانا، جاء فيه أن مجموعة من الأشخاص تصدت لدورية أمنية كانت متجهة للقبض على أحد الأشخاص المطلوبين بناء على تعليمات من النيابة العامة، باستعمال بنادق الصّيد والحجارة، مضيفة أن إدارة المستشفى بالقصرين أعلنت لاحقا عن وفاة مواطن بطلق ناري وإصابة آخر بالرش.
كما تشهد محافظة صفاقس حالة من الغليان بعد أن لقي تونسي مصرعه بسكين مهاجر غير نظامي من أفريقيا جنوب الصحراء.
وعاشت صفاقس خلال الأيام الماضية، على وقع صدامات بين مهاجرين غير شرعيين وسكان أحياء المدينة التي تشكل نقطة انطلاق رئيسية للهجرة من تونس نحو السواحل الأوروبية، والتي يحتج سكانها بانتظام على وجود المهاجرين.
وتشهد مدينة الرديف من محافظة قفصة (جنوب غرب) حالة من الاحتقان، حيث تجمهر عدد من الأهالي وسط المدينة، وعمدوا إلى إحراق العجلات المطاطية احتجاجا على تواصل انقطاع الماء الصالح للشرب على كامل أحياء المدينة للأسبوع الثاني على التوالي.
والثلاثاء، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إنه "لا مكان في مؤسسات الدولة لمن يسعى إلى تفكيكها والمسّ بأمنها القومي، ولا مجال للتسامح مع من يدبّر لتأجيج الأوضاع ويقف وراء الستار".
ولفت إلى أنه "لا يكاد يمرّ يوم واحد إلا وتُختلق فيه أزمة، ولوبيات الفساد التي لا تزال تعربد لا مكان لها في مؤسسات الدولة ولا مكان لمن يخدمها ويهيئ لها الأوضاع حتى تستمر في غيّها وفسادها".
أطراف سياسية
من جهته، قال رئيس حزب التحالف من أجل تونس، سرحان الناصري، إنه "توجد مؤامرة ضد تونس، وما يحدث في البلاد مسيس وتقف وراءه أحزاب".
وتابع، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن القوى المعادية لمسار 25 يوليو/تموز 2021 الذي يقوده الرئيس التونسي قيس سعيد، يترصدون الأحداث لتوظيفها من أجل ضرب هذا المسار.
ويشير الناصري إلى الإجراءات التي بدأها الرئيس التونسي في 25 يوليو/تموز 2021 بحق جماعة الإخوان الإرهابية حينما جمد أعمال البرلمان قبل حله في وقت لاحق، وأطلق عملية إصلاح دستوري وملاحقة للفساد الذي استشرى خلال عقد هيمنت فيه الجماعة الإرهابية على مقاليد السلطة.
وبين أن جمعيات حقوق الإنسان بدورها توظف ملف الأفارقة لصالح أطراف معينة وتتلقى تمويلات.
وأضاف أن الأطراف الخارجية، خاصة الاتحاد الأوروبي، تبحث عن دولة للاستيطان، لأن الهجرة غير النظامية للأفارقة شبح وغول بالنسبة لهم، في إشارة إلى مساعي الاتحاد لإنشاء مراكز إيواء مهاجرين في دول ثالثة خارج التكتل.
من جهة أخرى، قال حسن التميمي المحلل السياسي التونسي، إن حركة النهضة تسعى إلى خلق بؤر توتر في الشارع التونسي، وتوظيف المواطنين في الصراعات السياسية.
وأكد، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الصفحات المأجورة لحركة النهضة وأذرعها الإعلامية تستغل هذا الوضع بخطاب يدفع في اتجاه توتير الأوضاع وتأزيمها في البلاد".
وأشار إلى أن هذه الصفحات تروج لأكثر من 20 صورة ملفقة تم تداولها ليست من صفاقس، وأكثر من 5 مقاطع فيديو تم تركيب أصوات تعود لأحداث صفاقس، وتدوينات تدّعي وفاة أفارقة قتلا على يد تونسيين.
وأكد أن محافظة صفاقس تضم أكبر ظهير انتخابي للإخوان، وأكثر قيادات النهضة تطرفا ينتمون إلى هذه المنطقة مثل الحبيب اللوز والصادق شورو وأحمد العماري وفتحي العيادي.
ومنذ يومين، ألقت قوات الأمن التونسي القبض على المدعو مروان المنستيري الملقب بـ"البرنس" والذي يعمل مرتزقا لدى الإخوان، إثر دعوته أهالي صفاقس للاحتجاج والانسلاخ عن الدولة التونسية والتمرد وتأسيس مقاطعة.
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA= جزيرة ام اند امز