انكماش وركود.. لماذا تتراجع السينما في تونس؟ (خاص)
بالرغم من الانتعاشة التي عاشها قطاع السينما في تونس بعد 2011، بفضل التطور التكنولوجي، إلا أنه في الآونة الأخيرة عاش انتكاسة وتقلصا في عدد الأعمال السينمائية.
ويرى مراقبون أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد أثرت على الصناعة السينمائية التونسية وتسببت في تراجع الأعمال وأثرت على قاعات السينما.
وترجع بدايات السينما في تونس إلى عام 1896 تاريخ تصوير الأخوين لوميار لمشاهد حية لتونس العاصمة. في العام التالي أقام ألبير شمامة شيكلي، رائد السينما التونسية، أول عرض سينمائي بتونس.
وافتتحت تونس سنة 1908 «أمنية باتي» كأول قاعة سينما في البلاد، وفي عام 1922 صور ألبير شمامة شيكلي فيلم زُهْرَة، أول فيلم قصير في البلاد، تبعه سنة 1937 أول فيلم طويل بعنوان «مجنون القيروان».
وبعد الاستقلال وفي سنة 1966 تحديدا أنتج أول فيلم تونسي بعنوان الفجر.
وقالت درة بن عمارة المتخصصة في الشأن السينمائي إن القطاع السينمائي في تونس يعيش حالة من الانكماش من حيث العدد في السنوات الأخيرة.
وأكدت في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن التمويل الوحيد للسينما التونسية هو دعم الدولة المتمثل في المنح، لكن وزارة الثقافة تتراجع في كل مرة عن وعودها بعد الاتفاق عام 2019 على رفع قيمة الدعم.
وأوضحت أن موازنة الوزارة لم تتطور وبقيت على حالها منذ 20 سنة ما جعل نسبة المشاريع السينمائية التونسية التي يتم دعمها تتقلص.
وطالبت سلطة الإشراف بوضع قوانين للتشجيع على الاستثمار لتنويع مصادر التمويل وتخفيف الضغط على الدولة.
ولاحظت بن عمارة كثافة كبيرة وانسيابية غير معهودة في الإنتاج السينمائي منذ سنة 2011 حيث أصبحت الساحة السينمائية التونسية تستقبل مولودا جديدا كل 3 أسابيع، بغض النظر عن القيمة الفنية لهذه الأعمال التي كان أغلبها تجاريا لكن منذ تفشي كوفيد 19 وتدهور الوضع الاقتصادي تقلصت عدد الأعمال السينمائية بشكل ملحوظ.
وأكدت أن الفن السابع في تونس كان في عهد الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي يشهد 6 أفلام طويلة سنويا لكنه شهد انتعاشة على تطوّر عدد الأفلام المعروضة من 36 فيلما سنة 2014 إلى 142 فيلما سنة 2018. وقد ارتفع عدد الأفلام الطويلة من 36 فيلما سنة 2014 إلى 129 فيلما سنة 2018 لكن في السنوات الأخيرة ومع الأزمة الاقتصادية تضرر هذا القطاع كثيرا وانخفض عدد الإنتاجات.
من جهة أخرى، قالت ليلى الزكراوي الناقدة الفنية التونسية إن القطاع السينمائي في تونس مر خلال الثلاث سنوات الأخيرة بفترة من الركود الناتج عن الظرف الوبائي العالمي والأزمة الاقتصادية.
وأكدت لـ"العين الاخبارية" أن هذا التراجع على مستوى الكم لم يؤثر على مستوى الكيف حيث عرفت الأفلام التونسية إشعاعا دوليا عبر الحضور في أكبر المهرجانات العالمية.
وأوضحت أنه في سنة 2021، أنتجت تونس 11 فيلما طويلا و13 فيلما قصيرا لكن في سنة 2023 لم يتجاوز عدد الأعمال السينمائية التونسية 10 أفلام.
وأشارت إلى أن الساحة الفنية التونسية خسرت في السنوات الأخيرة الكثير من الوجوه الفنية التي هاجرت إلى الشرق نظرا إلى غزارة الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية ولعل أبرزهم المخرجان الأسعد الوسلاتي ومجدي السميري.
وللإشارة فإن عدد قاعات السينما في تونس انخفض من 160 قاعة خلال عام 1957 إلى 33 قاعة فقط في الوقت الحالي من بينها 13 قاعة سينما موجودة في العاصمة.
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA=
جزيرة ام اند امز