هايدي تمزالي.. أول فنانة تونسية تتصدر ملصق أيام قرطاج السينمائية
أيام تفصل التونسيين عن أهم مهرجان يحتفي بالفن السابع وهو مهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي من المقرر أن يقام بين 28 أكتوبر/تشرين الأول و4 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي سياق استعدادات المهرجان لانطلاق الدورة الرابعة والثلاثين أعلنت الهيئة المنظمة عن تصدر أول سينمائية تونسية في تاريخ السينما "هايدي تمزالي" بوستر هذه التظاهرة.
هايدي تمزالي رمز ميلاد السينما التونسية تتصدر بعد 100 سنة على إنتاج أول فيلم روائي تونسي المعلقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية 2023.
وتمزالي هي ابنة رائد السينما التونسية المخرج ألبار سمامة شكلي ولدت في 23 أغسطس/آب 1906 وتوفيت عام 1998، ولدت في كنف عائلة يهودية، من أب تونسي يهودي وأم إيطالية تدعى بينكا فيوري.
هي أول ممثلة وكاتبة سيناريو ومركبة أفلام في تونس والعالم العربي.
سبق أن كرمتها أيام قرطاج السّينمائيّة عام 2016 ضمن قسم عنوانه "نساء وذاكرة" كان الهدف منه ردّ الاعتبار لكلّ الأشكال الفنيّة النّسائيّة عبر التّاريخ، لما كان لها من قدرة على كسر الاحتكار الذكوري للعمل في السينما.
بدأت هايدي تجربة التمثيل في سن مبكرة مع أبيها سنة 1922 في أول فيلم له زُهْرَة و هو أول فيلم خيالي تونسي. قامت هايدي بكتابة السيناريو و كان لها فيه دور البطولة.
بعد هذا الفيلم مثلت مع المخرج ركس إنقرم في فيلم العربي The Arab سنة 1924 الذي اقترح على هايدي عمل بطولي في هوليود ولكن أباها رفض هذا العرض.
في عام 1924، مثلت هايدي الدور البطولي في فيلم جديد من إخراج والدها، عين الغزال وهو أول فيلم سينمائي طويل من إخراج تونسي، وفي هذا الفيلم أيضا قامت هايدي بكتابة السيناريو.
في عام 1996 مثلت هايدي في فيلم صيف حلق الوادي من إخراج فريد بوغدير.
تُعتبر هايدي تمزالي رمزاً للنضال النسوي في تونس، وقد ثارت مبكراً على السينما الذكورية، وعلى احتكار الرجل لمجال الإبداع الفني والسينمائي.
وفتحت بظهورها الباب لبروز عدد من المواهب النسائية، اللواتي كُنَّ أيضاً رائدات للتمثيل السينمائي في تونس، ومنهن حسيبة رشدي وفليفلة الشامية والزهرة فايزة، وغيرهن في فترة بدأت تونس تعرف فيها تغيرات مجتمعية جذرية، تزامنت مع صدور كتاب الطاهر الحداد "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"، ثم صدور مجلة الأحوال الشخصية التونسية، التي شكّلت في تلك الفترة صدمة إيجابية، هزت أركان الفكر الذكوري السائد وقتئذ.
احتفاء بالسينما العربية والأفريقية
وكعادته يبقى مهرجان أيام قرطاج السينمائية وفيا للفلسفة الأولى المبني عليها وهي الاحتفاء بالسينما العربية والأفريقية.
وقد أعلنت الهيئة المديرة للمهرجان أن السنغال تنزل ضيف شرف الدورة الجديدة، والتي تعتبر "رفيق درب أيام قرطاج السينمائية منذ التأسيس" وصاحب أول تانيت ذهبي تُوِّجَ به عصمان صمبان سنة 1966 عن فيلمه الروائي الطويل الأول "الأسود" .
كما خُصّصَ قسم "سينما تحت المجهر 2023" للأردن صاحبة التجربة السينمائية العربية الناشئة والتي "تشهد تطورا واعدا بفضل دينامكية جديدة تدعم السينما وتعكس جودة أفلامها".
كما يكرّم المهرجان، المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وذلك تقديرا لمقاربته الإبداعية، التي عكست ملامح سينما فلسطينية بديلة، عبر قصص مرئية مستلهمة من وقائع حقيقية ومظاهر اجتماعية كشفت المسكوت عنه من قضايا لشعب "تحت الحصار".
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg
جزيرة ام اند امز