نائب تونسي يخرق "حجر كورونا" ليلعب كرة قدم
النائب سالم الأبيض يقول: "لم أمارس الرياضة لمدة ثلاثة أسابيع والحادثة عفوية لكن للأسف وقع توظيفها سياسيا"
تسبب نائب في البرلمان التونسي في جدل واسع عندما شارك في مباراة كرة قدم في وضح النهار ليخرق بذلك الحجر الصحي العام المعلن في البلاد خشية كورونا.
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للنائب سالم الأبيض عن حزب "حركة الشعب" وهو يبادل الكرة مع آخرين بأزيائهم الرياضية على بساط اصطناعي بأحد ملاعب مدينة جرجيس في الجنوب، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
وتمثل الحادثة خرقا لتدابير الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي التي توختها السلطات في وقت يتزايد فيه السخط والخوف من انفلات العدوى وعدم الالتزام بتوجيهات وزارة الصحة.
والنائب سالم الأبيض، الذي يشارك حزبه في الائتلاف الحكومي، هو من بين النواب الذين أعلنوا عن تلقيهم تحذيرات من وزارة الداخلية حول وجود تهديدات إرهابية ضدهم.
وقال الأبيض: "أمارس الرياضة بشكل منتظم منذ أكثر من 35 عاما، ولم أتوقف عن ذلك، واعتبر أن ممارسة الرياضة مفيدة للصحة.. لو مارسنا الرياضة جميعا لكان واقعنا الصحي أفضل بكثير".
وتابع النائب في تصريحه لإذاعة "موزاييك" الخاصة": "لم أمارس الرياضة لمدة ثلاثة أسابيع قمت بالعدو، وانضممت لمجموعة للعب كرة القدم نزولا عند طلبهم. الحادثة كانت عفوية لكن للأسف وقع توظيفها سياسيا".
وفرضت السلطات الحجر الصحي العام منذ 22 مارس/آذار الماضي؛ للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ومنع انتقال العدوى، لكن الشرطة والجيش يواجهان صعوبات لفرض تطبيقه بالكامل.
وأمس الثلاثاء، حذرت الداخلية التونسية من أن الوضع الوبائي لفيروس كورونا يزداد خطورة في البلاد، مهددة بمعاقبة حامل الفيروس دون إبلاغ السلطات بتهمة "القتل الخطأ".
وقال وزير الداخلية هشام المشيشي، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إنه سيتم تطبيق القانون "بصرامة حتى لا تضطر البلاد للدخول في أزمة صحية غير مسبوقة".
وأعلن المشيشي أنه ستتم معاقبة أي شخص لا يلتزم بما تم إعلانه من حجر صحي، وسط مخاوف من فقدان السيطرة على انتشار الفيروس.
وأشار إلى أنه تم احتجاز 70 شخصاً لم يلتزموا بالحجر الصحي الشامل، قائلاً: "من يثبت حمله للفيروس دون أن يبلغ السلطات الصحية سيعاقب تحت جريمة (القتل على وجه الخطأ)".
وحذر وزير الصحة التونسي عبداللطيف المكي من أن الوضع في بلاده خطير نتيجة عدم التزام كثيرين بالحجر الصحي الشامل، مؤكداً أن حالات الوفاة التي تم تسجيلها لم تستثنِ الشباب ولا الشيوخ.
وبنبرة باكية، حذر المكي من مغبة الانتشار الأفقي للوباء في تونس، معتبراً أن إمكانيات الدولة "ضعيفة" لمواجهة هذا الفيروس.
وشدد على أن أقل صفقة مقتنيات للوازم الطبية لمواجهة كورونا كلفت تونس 100 مليون دينار (40 مليون دولار).
وسجلت تونس، حتى أمس الثلاثاء، 22 وفاة جراء فيروس كورونا، وإصابة 22 حالة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 596 شخصا موزعة على 22 محافظة من أصل 24 بالبلاد.