بعد 21 سنة من مقتل إعلامية تونسية.. أصابع الاتهام تتجه نحو رئيس حزب
طفت جريمة قتل الإعلامية التونسية ومديرة إذاعة "الشباب" الحكومية عواطف حميدة التي وقعت سنة 2001، إلى السطح من جديد.
يأتي ذلك بعد أن أشارت أصابع الاتهام إلى رئيس حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، لطفي المرايحي الذي نفى علاقته بالجريمة.
وعواطف حميدة أول امرأة تونسية تدير الإذاعة الحكومية على امتداد تاريخها الطويل، عُيّنت في هذا المنصب في شهر أغسطس العام 2001، لكنْ بعد أشهر قليلة فقط رحلت بشكل صاعق ومفاجئ بعد أن قتلت في منزلها من طرف "السباك" التي كانت قد استدعته لإصلاح حنفية في المطبخ.
ومؤخرا، قرر القضاء التونسي إعادة فتح الأبحاث المتعلقة بمقتل الإعلامية التونسية عواطف بن حميدة والتي قتلت سنة 2001 حسب ما أعلنته المحامية التونسية وفاء الشاذلي المقربة من الرئاسة التونسية، والتي أكدت تورط لطفي المرايحي.
وحسب المعطيات الأولية، فإن محكمة التعقيب نظرت مؤخرا في مطلب تقدم به محامي المتهم القابع في السجن منذ سنة 2001 لإعادة النظر في القضية المتعلقة بجريمة قتل عواطف بن حميدة، وذلك استنادا إلى ظهور معطيات وأدلة جديدة وتسجيلات، وفق الشاذلي.
وتعود قضية قتل عواطف حميدة إلى سنة 2001، حبث قام المتهم بمحاولة اغتصاب الضحية، إلا أن مقاومتها له دفعته إلى ضربها على رأسها بآلة حادة، أوقعتها أرضا، ليجرها بعد ذلك إلى حمام البيت، بعد أن قام بتعبئة حوض الاستحمام بالماء ووضعها داخله ثم وضع فوق جسدها جهاز تلفزيون حتى لا تستطيع النجاة
وهزت انذاك عملية قتل مديرة الاذاعة الرأي العام التونسي وتصدرت عناوين الصحف.
وتوجهت الاتهامات الأولية لرئيس حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي الذي نفى علاقته بالقضية.
حيث قال لطفي المرايحي خلال حضوره ببرنامج إذاعي تونسي إن علاقته بمديرة إذاعة الشباب عواطف بن حميدة كانت بمحض الصدفة حيث حضر ببرنامج للحديث حول موضوع طبي وبعد نهاية الحصة التقى بها بمكتبها وحينها كشف لها عن شغفه بالموسيقى ليتم بعدها الإنطلاق في إعداد برنامج موسيقي وهو ما ساهم في توطيد علاقة الصداقة بينهما التي تطورت لتصبح علاقة أسرية بعد أن تعرفت عواطف على أبنائه وأصبحت صديقة للعائلة وفق قوله.
وبخصوص يوم مقتل عواطف حميدة، أوضح المرايحي أن الهالكة كانت ستأتي كضيفة للإفطار بمنزله وقالت لزوجته إنها ستقوم بإعداد السمك على "الطريقة الساحلية" مشيرا إلى أنه ذهب لقضاء شؤونه مع ابنيه وكان يتصل بعواطف للاستفسار حول سبب تأخرها عن الذهاب إلى المنزل حيث كانت تجيبه بأنها في انتظار "السبّاك" للقيام بأعمال صيانة بمنزلها وفق تعبيره.
وأضاف المرايحي أنه قرر التحول صحبة ابنيه وصديقه إلى منزل عواطف بن حميدة بعد أن قام بالاتصال بها هاتفيا عدة المرات ولم تجب على المكالمات ليقوم بالدخول إلى المنزل عبر النافذة ليجدا مقتولة بحوض الاستحمام وفق قوله.
وأوضح المرايحي أنه قام بإعلام الوحدات الأمنية حول الحادثة لتنطلق الأبحاث ويتم إلقاء القبض على المتهم وهو "السباك" الذي اعترف بقتلها بواسطة آلة حادة بعد أن وجه لها عديد الضربات.
ولطفي المرايحي ترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2019 وهو سياسي وكاتب وطبيب، أسس حزب الإتّحاد الشعبي الجمهوري منذ 12 سنة، وترأّس جمعية الإبداع الموسيقي كما أشرف على إدارة العديد من المهرجانات الثقافية وأنتج العديد من البرامج الإذاعية.