رفيق بوجدارية: المنظومة الصحية في تونس صامدة رغم ضغط كورونا
كشف الدكتور رفيق بوجدارية، رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى "عبد الرحمان مامي" أكبر مستشفيات العاصمة للأمراض الصدرية، عن الوضع الوبائي الخطير، الذي تعيشه البلاد بسبب تزايد عدد الإصابات والوفيات بالمتحور "دلتا" من فيروس كورونا، ونفاد طاقة استيعاب المستشفيات.
كورونا يُنهك تونس.. والمساعدات الدولية "جرعة أمل"
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن المنظومة الصحية لم تنهر في تونس وما زالت صامدة ولكنها تعاني من ضغط كبير على المستشفيات أمام محدودية الموارد البشرية وضعف مخزون الأكسجين رغم المساعدات التي قدمت من الدول، لأن تونس تحتاج إلى عدد أكبر من مركزات الأكسيجين.
وتحدث بوجدارية عن وضع العاملين في الصفوف الأمامية من أطباء وممرضين وطواقم طبية، الذين أنهكهم التعب ويعيشون حالة من الإرهاق نفسيا وجسديا، داعيا إلى ضرورة فتح باب التطوع من قبل المتقاعدين والمجتمع المدني لمعاضدة جهود وزارة الصحة.
وحول إجراءات اللجنة العلمية لمتابعة انتشار كورونا، قال بوجدارية إن مواقفها تتماهى مع قرارات الحكومة وانخرطت في الصراع بين رئاسة الحكومة وقصر قرطاج واعتبر أن ما يحدث غير لائق.
واتهم بوجدارية، وزير الصحة الأسبق والقيادي في حركة النهضة عبداللطيف المكي بفشله في إدارة الأزمة الوبائية، مضيفا أن الوضع الوبائي في البلاد تجاوز اللجنة العلمية ولابد من إعلان الحجر الصحي الشامل في البلاد قبل عيد الأضحى للسيطرة على الوباء.
وشدد بوجدارية على ضرورة فتح عدد أكبر من المستشفيات الميدانية وإعلان قانون الطوارئ الصحية والذي دعا له من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لوضع كل مقدرات الخزينة للحرب ضد الوباء.
تطعيمات كورونا
وعن التطعيمات والمساعدات التي أرسلتها الدول إلى تونس، قال بوجدارية إن التطعيمات ستحقق التوازن على مستوى مكافحة الوباء، وذلك عن طريق تلقيح أكبر عدد ممكن من التونسيين.
وأضاف أن "ما رصدناه من فشل وإدارة سيئة لحكومة هشام المشيشي أثر على عملية تطويق الوباء وشراء التطعيمات، محملا السلطة السياسية المسؤولية، لأنها لم تستطع إدارة الأزمة"، على حد تعبيره.
وتحدث بوجدارية عن تجربته الإنسانية في مواجهة "كوفيد-19" قائلا: "وجدت نفسي في قلب الأزمة وكنت مطالبا بالتغلب على الخوف، وكان إحساسا ثقيلا وكنت الوحيد المشرف على متابعة الوضع منذ اكتشاف الحالات الأولى والتي دخلت لمستشفى عبدالرحمن مامي".
كما تحدث عن عمله التطوعي في القيروان، مسقط رأسه عندما تفاقم الوضع الوبائي فيها منذ الشهرين الماضيين، حيث تألم لمشاهدة الإصابات من الفئات الفقيرة المنتشرة في الشوارع قائلا "آلمني كثيرا".
ووضع بوجدارية نفسه على ذمة مستشفى ابن الجزار بالقيروان والمستشفيات المحلية مدة 3 أيام لمد يد المساعدة للأطقم الطبية في علاج المقيمين في أقسام مكافحة "كوفيد-19".
ومنذ بدء ظهور الفيروس بتونس، في مارس/ آذار الماضي، بلغ إجمالي المصابين حتى الثلاثاء 510 آلاف و396 إصابة، بينها 16 ألفا و651 وفاة و406 آلاف و349 حالة شفاء.
وتم تنفيذ مليونين و206 آلاف و980 عملية تطعيم، تلقى 676 ألفا و613 منهم الجرعة الثانية، فيما سجل في منظومة التطعيم 3 ملايين و364 ألفا و767 تونسي (من أصل نحو 11 مليونا و700 ألف نسمة)، حسب وزارة الصحة التونسية.
وتوالت المساعدات الدولية لإغاثة تونس، بينها مليون و800 ألف جرعة لقاح مضادة للفيروس، وتجهيزات طبية ومعدات تزويد بالأكسيجين وأسرة طبية، مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول السعودية ومصر والجزائر وموريتانيا وتركيا وقطر و فيما تعهدت فرنسا والصين والولايات المتحدة الأمريكية.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز