تونس تطيح بـ200 من كبار تجار المخدرات بعد عملية سرية لـ3 أسابيع (خاص)
تُنفِّذ السلطات التونسية في الآونة الأخيرة حملات مكثفة ضد مروجي المخدرات تمكنت خلالها من القبض على أكثر من 200 منهم.
وأمس الإثنين، شدد الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال لقائه بكاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن الوطني، سفيان بالصادق، على أن "يتواصل العمل المكثف على مدار الساعة لتفكيك شبكات ترويج المخدرات وتسيير دوريات مستمرة في كل مناطق البلاد".
والخميس الماضي، أعلنت السلطات الأمنية عن توقيف 205 تجار مخدرات في العاصمة وضواحيها، وذلك في حملة أمنية شنتها وزارة الداخلية للتصدي لظاهرة انتشار المخدرات.
وحجزت قوات الأمن خلال العملية أسلحة بيضاء ومواد مخدرة ومبالغ مالية، وفق بيان وزارة الداخلية.
ارتفاع ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب
وتعاني تونس من تفشي ظاهرة المخدرات وارتفاع عدد المستهلكين خاصة في صفوف الشباب والمراهقين إضافة لانتشار المواد المخدرة في المعاهد والمدارس.
وتسعى السلطات الأمنية إلى تضييق الخناق على مروّجي المخدرات في محيط المؤسسات التعليمية في تونس، بعدما سجّلت البلاد في الأعوام الأخيرة زيادة في نسب الإدمان والعنف في المدارس، إلى جانب انتشار شبكات الجريمة التي تنشط في محيط المنشآت التي يرتادها التلاميذ.
وقال المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس (الدرك) الوطني حسام الدين الجبابلي، إنّ هذه الحملة استهدفت أكبر مروجي المخدرات في تونس الكبرى وضرب كبار المروجين وذوي السوابق العدلية .
عمل سري لـ3 أسابيع
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن هذه العملية سبقها عمل سري استمر طيلة ثلاثة أسابيع وانتهت خلال الأسبوع الماضي بتحديد الأهداف قبل القيام بالمداهمات والإطاحة بأكثر من 200 مروج من العيار الثقيل.
وأوضح أن العمليات ضدّ مروّجي السموم متواصلة، مؤكدا أنّ "يد الأمن ستطال جميع المروجين بالقانون".
وفي عام 2021، كشف مسح وطني حول استهلاك المخدرات والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر عن أرقام صادمة بشأن استهلاك التلاميذ مختلف أصناف المخدرات، من بينها أنّ تلميذاً واحداً من بين كلّ عشرة تلاميذ يتعاطى موادا مخدرة.
وبيّن المسح، الذي شمل عيّنة تتألف من 6230 تلميذاً وتلميذة، ارتفاع استهلاك المخدرات بين التلاميذ الذين لم تتجاوز أعمارهم 13 عاماً، فيما رأى 12% من الأشخاص المستجوَبين أنّ التزوّد بأقراص مهدّئة ومنوّمة سهل وممكن من دون وصفة طبية.
وأكد المسح نفسه استهلاك الهيروين من قبل تلاميذ، إلى جانب تعاطي آخرين مواد مخدرة أخرى مثل الكوكايين وأقراص "إكستاسي".
في سياق متصل، كشفت دراسة أعدّتها الجمعية التونسية لطب الإدمان في عام 2021 أنّ 3% من تلاميذ تونس يستهلكون المخدرات بانتظام، علماً أنّ أعمار هؤلاء تتراوح ما بين 15 و17 عاماً.