مهرجان «حكاوي الأحياء» في تونس.. الحكاية الشعبية أداة لمقاومة التهميش

في مبادرة ثقافية غير تقليدية، انطلقت فعاليات الدورة الأولى من مهرجان "حكاوي الأحياء" بالأحياء الشعبية المتاخمة للعاصمة التونسية، في مقدمتها سيدي حسين، حي الطيران، الحرارية، ابن سينا، والملاسين، وذلك خلال الفترة من 19 يوليو وحتى 3 أغسطس المقبل.
يهدف المهرجان إلى تحويل الحكايات اليومية التي يتناقلها السكان في المقاهي، وعلى عتبات البيوت، وفي جلسات السمر، إلى محتوى ثقافي حيّ، يُقدَّم في قوالب فنية متنوعة تشمل المسرح والموسيقى والسينما والرسم، وذلك بإشراف نخبة من الفنانين التونسيين.
وتسعى هذه التظاهرة الثقافية إلى استعادة الاعتبار لفن الحكي الشعبي باعتباره جزءًا من الذاكرة الجماعية ووسيلة تعبير فنية قائمة بذاتها، لا سيما في ظل ما تواجهه الأحياء الشعبية من تهميش ثقافي واجتماعي. ويطمح المهرجان إلى تبديد الصورة النمطية التي تُلصق بشباب تلك المناطق، وتقديمهم كفاعلين في المشهد الثقافي لا كمنحرفين أو مهمشين.
ويتضمن البرنامج أكثر من 40 نشاطًا ثقافيًا متنوعًا، موزعًا على عدد من الفضاءات العامة مثل المكتبات العمومية، ودور الثقافة، والساحات، والفضاءات المفتوحة داخل الأحياء المستهدفة. كما يشمل المهرجان ورشات في فنون الحكي والرسم والمسرح والتصوير، إلى جانب عروض موجهة للأطفال والعائلات.
وقال عماد المديوني، المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتونس، في تصريح لموقع "العين الإخبارية"، إن "حكاوي الأحياء" يسعى إلى إعادة إحياء فن الحكي الشعبي وتوظيفه كوسيلة مقاومة للتهميش، موضحًا أن المهرجان يضم ورشات للتعبير الشفوي والكتابة الإبداعية، وندوات فكرية تناقش مكانة الذاكرة الشعبية في مواجهة الإقصاء الثقافي.
كما أشار المديوني إلى أن التظاهرة تحتضن مسابقات شبابية في السرد الشفوي والرسم والمونولوغ، بالإضافة إلى عروض مسرحية وموسيقية وفنون الفرجة المستلهمة من التراث الشعبي.
يمثل مهرجان "حكاوي الأحياء" محاولة جادة لبناء جسر بين الثقافة والواقع اليومي في المناطق المهمشة، وتجربة تسعى إلى استعادة الحي كمصدر للسرد والحياة والفن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA==
جزيرة ام اند امز