وسط تحذيرات من تبعاته.. حريق يلتهم نفايات مدينة صفاقس

كارثة بيئية تعيشها محافظة صفاقس جنوب شرقي تونس بعد اندلاع حريق هائل في المصب العشوائي للنفايات منذ يوم الثلاثاء وسط تحذيرات من التبعات الصحية الخطيرة التي يمكن أن تنتج عنه.

وتسبّب هذا الحريق المندلع في المصب منذ فجر الثلاثاء، في دخان كثيف غطى جزءا كبيرا من المدينة وانبعاث روائح كريهة زادت من حدّة الأزمة التي تعيش تحت وطأتها صفاقس منذ سبتمبر 2021 وتفاقمت بشكل حاد في الأيام القليلة الماضية.

ومنذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2021، جرى إغلاق مكب الفضلات بمدينة عقارب (شرق) إثر احتجاجات على "رمي نفايات كيميائية في الموقع المخصص للنفايات المنزلية".

ونتيجة للغلق، تتراكم النفايات في شوارع المحافظة بالأطنان، منذرة بكارثة صحية وبيئية محتملة، جراء تراكم النفايات والحشرات وانتشار الروائح الكريهة.

وصفاقس (270 كلم جنوب شرقي العاصمة تونس)، هي ثاني أكبر محافظة بالبلاد من حيث المساحة إذ تبلغ 7569 كلم مربعا.

وتعتبر صفاقس العاصمة الاقتصادية، وثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة تونس من حيث الكثافة السكانية، إذ تعد قرابة مليون نسمة.

والثلاثاء، اندلع حريق هائل في المصب العشوائي للنفايات بسبب تراكمها،وتدخلت وحدات الدفاع المدني بالجهة لمحاولة إطفاء الحريق، بعد أن امتد الدخان إلى أغلب أرجاء المدينة وساهم في مزيد من الروائح الكريهة، التي تضاف إلى أطنان الفضلات التي لم يتم رفعها منذ مدة طويلة.

وحذّر الأطباء، من التبعات الصحية الخطيرة التي يمكن أن تنجرّ عن الدخان والروائح المنبعثة من أكداس القمامة المحروقة في الشوارع الرئيسية والساحات العامة والأحياء ذات الكثافة السكانية.

فيما دعا الرئيس التونسي، قيس سعيد، خلال لقائه مساء الأربعاء بوزيرة البيئة، ليلى الشيخاوي، إلى "اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لما تعيشه مدينة صفاقس".

وأضاف أن الأوضاع لم تعد مقبولة وأنه لا بد من إجراءات عاجلة لحل الإشكال البيئي الذي تعاني منه الجهة.

وقال سعيد إن "المواطنين يختنقون بالروائح الكريهة والدخان المتصاعد من القمامة وهذا غير مقبول".

فيما أذنت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية الأربعاء، بفتح بحث تحقيقي في ملابسات الحريق المندلع في مصبّ النفايات بطريق الميناء، الذي قرّر محافظ الجهة غلقه في 31 أكتوبر المنقضي.

وكان محافظ صفاقس فاخر فخفاخ قد أكّد رفع قضيّة ضدّ مجهول على خلفيّة الحريق الذي نشب بمصب النفايات المؤقّت بطريق الميناء بصفاقس والذي تمّ إغلاقه منذ الماضي.

وقال فخفاخ''الحريق تمّ بفعل فاعل لأن هناك أشخاصا من مصلحتها عدم حلحلة ملف المصبات في الجهة.''، متابعا: "الأوضاع طيّبة في صفاقس وتحت السيطرة وقد تمّ رفع 3200 طن في 3 أيام وسيتم رفع البقية الأيام المقبلة".