مهرجان "الهريسة" في نابل التونسية.. تثمين للتراث اللا مادي

تعيش مدينة نابل (شمال شرقي تونس) على وقع الدورة الثامنة لمهرجان "الهريسة والفلفل" الذّي اتخذ شعارًا هذا العام "نابل عاصمة للهريسة"، بمشاركة عدد من دول العالم.

ويستقبل المهرجان الذي تنظمه جمعية صيانة المدينة (مستقلة) آلاف الزوار من كافة أنحاء البلاد، وعرضت خلاله النساء بضائعهن من "الهريسة"، بينما يقدم أشهر طهاة البلاد مأكولات تعتمد بشكل كبير على هذا الطبق.

ولم يكتف المهرجان الذي يتم تنظيمه برواق دار نابل بل اكتسح شوارع مدينة نابل في عروض للطهاة وفرق موسيقية ليضفي مسحة تنشيطية للمدينة الأبرز سياحيا في البلاد والتي تشتهر بجمال شواطئها وفنادقها إضافة لمناظرها الطبيعية الخلابة من جبال وعيون طبيعية مخصصة للتداوي والاستشفاء.

ويشتهر سكان محافظة نابل بإعداد الهريسة واستعمال الفلفل في جميع أغذيتهم ومأكولاتهم، ويتم تخزينها، بعد أن يتم غسله وتجفيفه.

و"الهريسة" أكلة تونسية يتم إعدادها من خلال تجفيف الفلفل الأحمر الحار تحت أشعة الشمس خلال أشهر الصيف، ويضاف إليه الثوم وبعض البهرات، ويتم رحي جميع المكونات وإضافة زيت الزيتون ليخفف من وطأة مذاق الفلفل اللاذع.

ولا تغيب الهريسة عن موائد التونسيين، وتُقدم كمقبلات أو تُستعمل مكوناً أساسياً لمنح النكهة لأطباق كثيرة مثل الحساء والكسكس.

 ويتجاوز محصول البلاد من الفلفل 500 ألف طن سنوياً، وتشتهر نابل بزرع كلّ أنواع الفلفل "بقلوطي ومسكي وحلو وبلدي"، ما جعلها موطن صنع "الهريسة" بطريقة تقليدية كما تحوي على عدد هام من المصانع التي تصنع الهريسة المعلبة ويتم تصديرها لعدة دول من بينها ليبيا وفرنسا وإيطاليا.

وتأتي هذه التظاهرة التي انطلقت يوم الجمعة في إطار تثمين التراث المادي واللامادي والحفاظ على المميزات التراثية للمطبخ التونسي.

وقال رئيس جمعية صيانة مدينة نابل، زهير بالأمين، إن هذا المهرجان يهدف للترويج للمطبخ التونسي من خلال مذاقاته المختلفة التي تعتمد على مادة الهريسة.

وأكد في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن المهرجان يسعى للتأكيد على أهمية الهريسة في إعداد عدة أكلات ذات خصوصية تونسية يتوارثها أهالي منطقة نابل عبر الأجيال.

وأشار إلى أن هذا المهرجان يستقبل المئات من التونسيين علاوة على عدد هام من السياح للتعرف على خصوصية هذا الطبق الذي يميز مدينة نابل عن غيرها من المدن التونسية الأخرى.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قدمت تونس ملف "الهريسة: المعارف والمهارات والممارسات المطبخية والاجتماعية" لإدراجه ضمن قائمة التراث غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).