بسبب المجمع الكيميائي بتونس.. توقف الأنشطة التجارية والخدماتية في «قابس» (خاص)

شهدت مدينة قابس شرقي تونس، الثلاثاء، استجابة لنداء إضراب عام دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل، احتجاجا على التلوث وتدهور الوضع البيئي بالمدينة.
شمل الإضراب العام، الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل، مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والإدارية، حيث أغلقت المتاجر والمقاهي وعدد من المؤسسات الصناعية والإدارية أبوابها، كما تعطلت الدروس في المدارس والمعاهد.
وفي المساء، نظم الأهالي مسيرة حاشدة للمطالبة بتفكيك وحدات المجمع الكيميائي ونقلها بعيداً عن المناطق السكنية، دفاعاً عن حقهم في بيئة نظيفة وآمنة.
وتشهد مدينة قابس، التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة، منذ أسبوعين تحركات احتجاجية للمطالبة بإغلاق "المجمع الكيميائي التونسي"، الذي يُتهم بالتسبب في أكثر من 200 حالة اختناق وتسمم، لا سيما في صفوف الأطفال.
وفي تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، قال كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل في قابس صلاح بن حامد إن المحافظة بأكملها استجابت لقرار الإضراب العام، حيث توقفت الأنشطة التجارية والخدماتية منذ الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، باستثناء وحدات الطوارئ الطبية والخدمات الحيوية.
وأكد بن حامد أن الإضراب العام يهدف إلى إيجاد حلول جذرية لمعالجة أزمة التلوث التي تحوّلت إلى "سموم قاتلة تسيطر على المدينة"، على حد تعبيره.
وأضاف أن قابس تعيش منذ أكثر من أسبوع على وقع احتجاجات شعبية بسبب تدهور الوضع البيئي جراء انبعاث الغازات الخانقة من المجمع الكيميائي، ما أدى إلى تسجيل حالات اختناق عديدة في صفوف التلاميذ.
وأشار إلى أن المدينة تعاني منذ عقود من التلوث الكيميائي الناجم عن مصانع المجمع بالمنطقة الصناعية، الأمر الذي انعكس مباشرة على صحة السكان، حيث سُجلت نسب مرتفعة من أمراض السرطان والجهاز التنفسي، إلى جانب تدهور الثروة البحرية وخسارة مئات الصيادين لمورد رزقهم.
وأوضح أن "الإضراب يأتي بعد محاولات متكررة للحوار مع الحكومات المتعاقبة حول ملفي التلوث والتنمية، لكنها لم تسفر عن أي نتائج"، مشدداً على أن الحق في بيئة سليمة بات في صدارة مطالب الجهة.
وكان اتحاد الشغل قد دعا، السبت الماضي، إلى تنفيذ الإضراب العام في المدينة اليوم الثلاثاء، بعد احتجاجات متواصلة لأهالي قابس منذ أيام، للمطالبة بوقف الانبعاثات الغازية والملوثات الصادرة عن مصانع المواد الكيميائية والأسمدة في المجمع الكيميائي، وسط تحذيرات من تدهور بيئي وصحي خطير.
وانطلقت احتجاجات الأهالي قبل نحو ثلاثة أسابيع، إثر تكرار حالات الاختناق بسبب التلوث الناتج عن انبعاثات المصنع، فيما تشير بيانات محلية إلى أن عدد المصابين الذين نُقلوا إلى المستشفيات في المحافظة تجاوز 100 حالة خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ويُذكر أن المصنع الكيميائي تأسس عام 1972، وهو إحدى وحدات المجمع الكيميائي التونسي (حكومي) المتخصصة في تحويل مادة الفوسفات إلى حمض فسفوري.
وبين عامي 1979 و1985، أُنشئت وحدتان لإنتاج سماد الفوسفات ثنائي الأمونيوم، وفي عام 1983 أُقيم مصنع لإنتاج نترات الأمونيوم.
ويُعد هذا المجمع الصناعي من أكبر المنشآت في الجنوب التونسي، حيث تُعالج فيه كميات كبيرة من الفوسفات المستخرج من مناجم محافظة قفصة المجاورة، لتصنيع الأسمدة والمواد الكيميائية المختلفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز