القيروان تتزين للمولد النبوي 2025.. ومقام «أبي زمعة البلوي» قبلة الزوار

تشهد مدينة القيروان التونسية استعدادات مكثفة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تكتسي شوارعها وأزقتها ومساجدها حلة من الزينة والأضواء.
ويتحول مقام الصحابي الجليل أبي زمعة البلوي، المعروف بـ"سيدي الصحبي"، إلى وجهة رئيسية للزوار من مختلف أنحاء تونس والدول المجاورة.
المقام، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى العهد الحفصي، أقيم تخليدًا لذكرى الصحابي الذي استشهد عام 34 هـ/654 م في معركة ضد الجيوش البيزنطية قرب عين جلولة، ودفن بجوار القيروان حاملًا معه شعيرات من الرسول صلى الله عليه وسلم، مما أضفى على المكان رمزية روحية كبيرة.
وأوضح الباحث في الشؤون الإسلامية سامي الحفناوي أن المقام يُعد من أبرز المعالم الدينية في تونس وأكثرها استقطابًا للزوار خلال المولد، نظرًا لقيمته التاريخية والمعمارية التي تعكس مزيجًا من الطراز العثماني والبيزنطي والأندلسي مع الموروث المحلي.
من جانبه، أكد الشيخ زهير الحداد، إمام وحافظ مقام سيدي الصحبي، أن الاستعدادات جارية لاستقبال آلاف الزوار الذين يبيتون بالمقام لعدة أيام، مشيرًا إلى أن الاحتفالات تتخللها تلاوة القرآن الكريم، والمدائح النبوية، والابتهالات الصوفية، إلى جانب طقوس تقليدية راسخة مثل طبخ العصيدة وتلاوة الفاتحة في "الخلوة" داخل المقام.
ويعد مقام أبي زمعة البلوي مركزًا لإقامة عقود القرآن وعمليات الختان التقليدية، فيما تتواصل فيه مسابقات حفظ القرآن والإنشاد الصوفي خلال المولد، وسط أجواء إيمانية وروحانية مميزة.
كما تشهد المناسبة عمليات صيانة وتجديد للمقام ليظهر في أبهى صورة، بما يعزز مكانته كأحد أهم الرموز الدينية والمعمارية في تونس ووجهة رئيسية للزوار من داخل البلاد وخارجها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUwIA== جزيرة ام اند امز