مقتل تونسي بسكين مهاجر.. دعوات الترحيل تلاحق "العابرين"
دعوات في تونس لإيجاد حلول لأهالي محافظة صفاقس من الهجرة غير النظامية خاصة بعد مقتل مواطن تونسي ليلة الإثنين على يد مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء طعنا بآلة حادة.
فلليوم الثالث على التوالي، تشهد محافظة صفاقس وسط تونس اشتباكات وصدامات بين مهاجرين غير نظاميين، وشبان تونسيين، ما تسبب في مقتل مواطن على يد أحد المهاجرين غير الشرعيين.
وأصبحت محافظة صفاقس نقطة رئيسية لتجمّع المهاجرين ومركزا للهجرة نحو أوروبا، وتشهد تواجدا لافتا لعابري الحدود القادمين من دول الساحل والصحراء نحو القارة العجوز، وما يثير قلق السكان في المحافظة هو انتشار أعمال العنف وتزايد معدّلات الجريمة.
وأدّى هذا الوضع إلى تصاعد التوّترات وتكرّر الصدامات بين المهاجرين والأهالي، كما أطلق ناشطون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي مناهضة لتواجدهم وتطالب بترحيلهم إلى بلدانهم.
وقبل أسبوع، تظاهر مئات الأشخاص لمطالبة السلطات بإيجاد حلول ضد انتشار المهاجرين واستحواذهم على أماكن عامة، رافعين شعارات " "لماذا صفاقس؟" و"صفاقس تستغيث" و"نعيش معا لكن نعيش في سلام"، و"صفاقس ليست منطقة عبور" و"الهجرة غير النظامية خطر على الجمهورية"، مطالبين بترحيلهم.
ويصل عشرات المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء إلى تونس، لطلب اللجوء فيها هربًا من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة في بلدانهم الأصلية، بينما يتخذها آخرون محطة للهجرة غير النظامية إلى أوروبا عبر البحر.
ويتوزع اللاجئون في تونس في مدن عدة أبرزها العاصمة بنحو 4 آلاف و390 لاجئًا، و2200 في صفاقس (وسط)، و1200 في مدنين (جنوب)، وأكثر من 6 آلاف و500 آخرين قدّموا طلباتهم للحصول على حق اللجوء إلى تونس، حسب إحصائيات منظمات غير حكومية .
الجريمة البشعة
وأكّد طارق مهدي برلماني تونسي عن محافظة صفاقس أن الجريمة حصلت قرب منزله وأظهرت كاميرات المراقبة أن ثلاثة أشخاص من دول أفريقيا جنوب الصحراء كانوا وراء الحادثة، حيث عمد أحدهم إلى توجيه طعنة للضحيّة ثم لاذوا بالفرار، وذلك وفق فيديو نشره عل صفحته الرسمية على "فيسبوك".
كما أكّد المتحدث الرسمي باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي أنّ عدة مناطق في صفاقس تشهد أعمال شغب وعنف بين مواطنين تونسيين وأفارقة من دول جنوب الصحراء لليوم الثالث.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن أعمال العنف انتهت بجريمة قتل تونسي من مواليد 1981 طعنا بآلة حادّة في حدود الساعة الحادية عشرة من مساء الإثنين بمنطقة ساقية الدائر من محافظة صفاقس.
وأشار إلى أنه -وحسب شهود عيان- فإنّ أفارقة من جنوب الصحراء قاموا بالاعتداء على الضحية، مؤكدا أنه تمّ فتح بحث تحقيقي من أجل القتل العمد مع سابقية القصد، وتعهد قاضي التحقيق بالأبحاث وبعد وقت قصير تم الاشتباه في 3 شبان تم الاحتفاظ بهم في انتظار استكمال الأبحاث.
وأشار إلى أنّ محافظة صفاقس شهدت أكثر من جريمة قتل في الفترة الأخيرة، لافتا إلى أنها منطقة يتركّز فيها الأجانب باعتبار قربها من مناطق العبور.
وأكد أن الوحدات الأمنية قامت أمس الإثنين بتوقيف 22 شخصا من الأفارقة من دول جنوب الصحراء في إطار حملات أمنية لمراقبة الوثائق والإقامة.
من جهتها، دعت البرلمانية التونسية عن محافظة صفاقس، فاطمة المسدي إلى الترحيل الفوري لمهاجري جنوب الصحراء.
وأكدت لـ"العين الإخبارية" أن أعدادهم بالآلاف والأحياء محتلة وصفاقس تقدم الضحايا الأبرياء.
وتابعت: "حين يتعلق الأمر بأمن وطني لا تحدثني عن العنصرية وحقوق الإنسان".
وكشفت البرلمانية التونسية أن 700 ألف دينار (نحو 200 ألف دولار) وصلت المهاجرين قبل العيد عبر البريد التونسي، ويجب البحث عمن يمولهم، مضيفة أن "هناك بعض الأطراف سعت إلى زرع الفتنة بعد 25 يوليو لخلق حرب أهلية بين التونسيين وعندما فشلت أصبحت تُخطط لاستعمال أفارقة جنوب الصحراء لتحقيق هدفها".
وفي شهر فبراير/شباط الماضي انتقد الرئيس التونسي قيس سعيد، تنامي أعداد المهاجرين غير الشرعيين واعتبر أنّ ذلك يشكلّ تهديدا ديموغرافيا لبلاده، مطالبا باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تدفقهم، لكنه تعرض لإدانات واسعة من منظمات غير حكومية محلية ودولية، اعتبرت أن تصريحاته فيها تحريض على الكراهية والتمييز وممارسة العنصرية ضد المهاجرين.