مؤتمر أوبك.. 54 عاماً في استشراف مستقبل قطاع الطاقة واستدامته
تنطلق فعاليات النسخة الـ8 من مؤتمر أوبك غدا الأربعاء تحت عنوان "نحو انتقال مستدام وشامل للطاقة".
شكل مؤتمر "أوبك" الدولي خلال مسيرة ممتدة لـ 54 عاماً أحد أهم الأحداث الرئيسية على أجندة الطاقة العالمية في استشراف وصياغة مستقبل قطاع الطاقة العالمي وبحث الانتقال العادل والمنطقي للطاقة بما يدعم جهود الاستدامة ومواجهة تداعيات التغير المناخي.
ونجح مؤتمر أوبك الدولي، الذي عُقدت أولى دوراته عام 1969 بالعاصمة النمساوية فيينا بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة وقادة قطاع الطاقة من مختلف أنحاء العالم، في بناء جسور التعاون والحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط والغاز ومناقشة التحديات والفرص وعرض أحدث الابتكارات والتقنيات في الصناعة.
- سهيل المزروعي: "أوبك+" تستهدف تحقيق الاستقرار في سوق النفط
- الذكرى الـ60 لتأسيس المنظمة.. ما دور أوبك في سوق النفط؟
وواصل مؤتمر “أوبك” الدولي توسيع نطاقه وتنوعت مجالاته ليشمل قضايا عديدة مثل التمويل العالمي والتنمية المستدامة والبيئة، وشهد المؤتمر نموًا مستمرًا في حجمه ومشاركته عبر عقود ممتدة.
وفي إطار جهود "أوبك" المستمرة في تعزيز التعاون وتبادل المعرفة عقدت المنظمة سلسلة من المؤتمرات المهمة على مر العقود الماضية بهدف مناقشة قضايا حيوية تتعلق بالنفط وسياسات الطاقة والبيئة وتوفير منصة لتبادل الأفكار والمعرفة بين الدول الأعضاء.
وعُقد المؤتمر الأول في فيينا في الفترة من 30 يونيو/حزيران إلى 5 يوليو/تموز 1969 على الرغم من أنه ليس جزءًا من السلسلة الحالية وكان موضوعه الرئيسي "النفط الدولي وسياسات الطاقة للدول المنتجة والمستهلكة".
ومر أكثر من 8 سنوات قبل انعقاد المؤتمر التالي والذي يعتبر الأول في سلسلة مؤتمرات مصغرة مدرجة.
ففي أكتوبر/تشرين الأول من عام 1977 ناقش المؤتمر "الدور الحالي والمستقبلي لشركات النفط الوطنية"، وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 1978: ناقش "عمليات التكرير في دول أوبك: آفاق ومشاكل"، وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 1979: ناقش "أوبك وأسواق الطاقة المستقبلية"، وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1981: ناقش المؤتمر "الطاقة والتنمية: خيارات الاستراتيجيات العالمية".
وعقب انعقاد هذه المؤتمرات مر عقد آخر قبل انعقاد "مؤتمر البيئة" الاستثنائي في أبريل/نيسان من عام 1992 الذي ساهم في تعريف الدول الأعضاء في "أوبك" بالقضايا البيئية الرئيسية استعدادًا لقمة الأرض في ريو دي جانيرو في يونيو/حزيران من نفس العام.
وانطلقت السلسلة الجديدة والحالية لمؤتمر "أوبك" الدولي بعد مرور عام على بداية الألفية الجديدة وتتألف من سبعة مؤتمرات نقاشية استضافتها المنظمة على مدى السنوات الماضية والتي تهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون في قطاع النفط والطاقة العالمي.
وبدأت السلسلة الجديدة من المؤتمر في سبتمبر/أيلول 2001 حيث أقيم مؤتمر "أوبك" الدولي الأول تحت عنوان "أوبك وتوازن الطاقة العالمي: نحو مستقبل للطاقة المستدامة" استعرض من خلاله خطة المنظمة لتحقيق التوازن في صناعة النفط وتعزيز الاستدامة في قطاع الطاقة.
وفي سبتمبر/أيلول 2004 نُظّم مؤتمر "أوبك" الثاني بعنوان "النفط في عالم مترابط" حيث تم تناول أهمية قطاع النفط في اقتصاد العالم وأثره على العلاقات الدولية والاستقرار العالمي.
وتوالت المؤتمرات الدولية اللاحقة حيث نظمت "أوبك" المؤتمر الثالث في سبتمبر/أيلول 2006 بعنوان "أوبك في عصر الطاقة الجديد: التحديات والفرص" وفي مارس/آذار 2009 أُقيم المؤتمر الرابع بعنوان "النفط الاستقرار والاستدامة في المستقبل".
واستمرت المؤتمرات الدولية في السنوات التالية حيث أُقيم المؤتمر الدولي الخامس في يونيو/حزيران 2012 تحت عنوان "النفط: تغذية الرخاء ودعم الاستدامة".
وفي يونيو/حزيران 2015 أُقيم المؤتمر السادس بعنوان "النفط — محرك التنمية العالمية". وفي يونيو/حزيران 2018 أقيم المؤتمر الدولي السابع تحت عنوان “النفط - التعاون من أجل مستقبل مستدام”. وتوقف المؤتمر منذ جائحة كورونا التي خيمت على العالم .
وفي يوليو/تموز الجاري سيُعقد يومي 5 و6 من الشهر ذاته مؤتمر أوبك الدولي في نسخته الثامنة تحت عنوان "نحو انتقال مستدام وشامل للطاقة" في ظل تصاعد التطورات الجيوسياسية حول العالم وحالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب على الطاقة .
ويعكس مؤتمر "أوبك" الدولي جهود المنظمة في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة وذلك من خلال تعزيز استدامة صناعة النفط وتوجيهها نحو الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
كما تسعى "أوبك" للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالطاقة وتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات البيئية العالمية، وبهذه المؤتمرات والاجتماعات تؤكد "أوبك" التزامها بالاستدامة والمسؤولية الاجتماعية وتعزز دورها منظمة رائدة في قطاع النفط والطاقة العالمي.