قيس سعيد في رسائل الداخل والخارج: سيادة تونس فوق كل اعتبار
تعهد الرئيس التونسي بإزاحة الستار عن "حقائق مزلزلة" ليعرف الشعب ما دبر له بالسنوات الماضية، موضحا أن سيادة بلاده "فوق كل اعتبار".
وأكد الرئيس التونسي قيس سعيد، في لقاء جمعه الخميس برئيسة الحكومة نجلاء بودن، أن من يتباكى على حريات التعبير رغم أن ليس لديه حرية التفكير وهو مأجور، من القوى التي لا تزال تعمل في الظلام.
وبحسب بيان للرئاسة التونسية عبر فيسبوك، فإن سعيد قال: "لم نبعث ببرقيات أو ندل بتصريحات نعبر فيها عن انشغالنا بالحقوق والحريات في بعض العواصم التي تصدر منها هذه البيانات".
وتكمل كلمات سعيد إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة التي أعربت خارجيتها، الأربعاء، عن قلقها من حملة اعتقالات تونس، زاعمة أن الحكومة تتحمل مسؤولية الحفاظ على مكسب حرية التعبير.
وقال: "سيادتنا فوق كل اعتبار.. لسنا تحت الاستعمار.. نحن دولة مستقلة وذات سيادة وستأتي الحقائق مزلزلة ومدوية حتى يعرف الشعب ما دبر له في السنوات الماضية".
وتابع: "نحن قادرون على تشخيص أوضاعنا والبحث في أسباب هذه الأوضاع وترديها.. بعضها نتيجة للأوضاع التي يشهدها العالم والبعض الآخر نتيجة ما شهدته تونس في السنوات الماضية"، في إشارة إلى عشرية حكم الإخوان وما نجم عنها من تراجع للحريات والأمن وتدهور للقدرة الشرائية للمواطنين.
ومضى في حديثه: "قادرون على وضع الوصفات الطبية التي تستجيب لمطالب شعبنا، وفي حال يريدون تقديم العون فليعيدوا لنا أموالنا المنهوبة وليسقطوا الديون التي تتراكم العام تلو العام".
وأردف: "علينا أن نعول على قدراتنا وذواتنا ونحن قادرون على ذلك".
حرية التعبير مضمونة
وعن حملات التشويه التي تصدر من الداخل ضد رئيس تونس، فقال سعيد إنها تجد من يستمع إليها لكن هؤلاء المستمعين لا يعرفون حقيقة الأوضاع إطلاقا.
وتساءل: "هل تم حجب صحيفة واحدة أو منع برنامج واحد أو تمت ملاحقة أي صحفي من أجل عمل يتعلق بالصحافة؟.. لكن للأسف كلها أكاذيب وأراجيف".
وكان صحفيون تونسيون قد نفذوا اليوم الخميس دعوة من نقابتهم لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة الحكومة للمطالبة بإطلاق سراح المدير العام لإذاعة محلية، نور الدين بوطار، والذي تم اعتقاله الثلاثاء، معتبرين أن توقيفه يشكل ضربا لحرية الإعلام.
متآمرون تحت الحماية
وفي لقائه برئيسة الحكومة، قال سعيد إنه "من المفارقات الغريبة التي لم تعرفها إلا تونس أن من يهدد بالاغتيال ويكرر ذلك على مسامع الجميع والأدلة واضحة وثابتة، هو تحت حماية الأمن".
والثلاثاء، قال سعيد، في فيديو نشرته الرئاسة: "إنهم يتآمرون على أمن الدولة ويُخططون ويُعِدون لاغتيال رئيس الدولة وهم تحت حماية الأمن".
واعتقلت الشرطة التونسية، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، القيادي الإخواني ووزير العدل الأسبق، نور الدين البحيري، ونجله الأكبر، ومدير عام إذاعة موزاييك (خاصة) نور الدين بوطار، والمحامي الأزهر العكرمي.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" أن "توقيف البحيري يأتي على خلفية استجواب الناشط السياسي خيام التركي ومكالمات هاتفية جمعتهما في قضية التآمر على أمن الدولة ومحاولة الانقلاب على الحكم".
واعتقلت السلطات التونسية الناشط السياسي خيام التركي، وعبدالحميد الجلاصي القيادي الإخواني والبرلماني الأسبق عن حركة النهضة، وكمال لطيف، رجل الأعمال التونسي، بالإضافة إلى فوزي الفقيه، وهو أكبر مورِّد للقهوة في تونس.
كما شملت الاعتقالات سمير كمون، وهو أحد موردي الزيوت النباتية، والاثنان متهمان بالمضاربة والاحتكار، وسامي الهيشري، المدير العام السابق للأمن الوطني.
aXA6IDE4LjExNy4xNzIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز