قيس سعيد: لن نقبل بتوطين مبطن للمهاجرين غير الشرعيين بتونس

دعا الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى إنشاء مؤسسة مالية عالمية جديدة، مؤكدا أن بلاده "لن تقبل بالتوطين المبطن للمهاجرين غير النظاميين".

وأكد سعيد في كلمة خلال مشاركته في المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما، اليوم الأحد، أن تونس التي ألغت العبودية منذ سنة 1874، لا يمكن أن تقبل بعودة الاسترقاق من خلال الهجرة غير النظامية.

وشدد على أن "تونس لن تقبل بالتوطين المبطن للمهاجرين غير النظاميين ولن تكون ممرا أو مستقرا للخارجين عن القانون".

وبيّن سعيد أنّ الشعب التونسي أعطى دروسا في تغليب القيم الإنسانية، عكس ما تروج له الدوائر المرتبطة بشبكات الهجرة والتهجير والاتجار بالبشر.

الرئيس التونسي أكد أيضا، أن معالجة الهجرة غير النظامية لا تتم بصفة منفردة ولا بواسطة اتفاقيات ثنائية، داعيا المجموعة الدولية إلى البحث عن الحلول بعد تحديد الدوافع والأسباب.

وأكد سعيّد أن هذا المؤتمر يعد الأول من نوعه الذي يتطرق إلى ملف الهجرة غير النظامية الذي تحول منذ سنوات إلى مأساة إنسانية، موجها الشكر لرئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني لاستجابتها للمبادرة التونسية للبحث في الحلول.

وذكّر سعيد بما يجمع تونس بإيطاليا من روابط صداقة وتعاون عريقة، وشدد على أن تتالي اللقاءات على أعلى مستوى في ظرف زمني قصير يعكس عمق هذه العلاقات المتينة والإرادة الواحدة من أجل بناء مستقبل مشترك يلبي تطلعات الشعبين التونسي والإيطالي ومصلحتهما العليا.

كما تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى النقاط المدرجة على جدول أعمال المنتدى الدولي حول التنمية والهجرة، حيث أكد سعيد على ضرورة وضع حد لظاهرة الهجرة غير الإنسانية والقضاء على أسبابها العميقة والتصدي للشبكات الإجرامية التي تقف وراءها وتتاجر بالبشر وبأعضاء البشر.

وسبق أن دعا الرئيس التونسي إلى تنظيم قمة تضم كافة الدول المعنية في جنوب وشمال البحر المتوسط وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء، لحل مشكلة الهجرة غير النظامية.

وتقوم أوروبا بقيادة إيطاليا بمساع حثيثة لوقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى القارة العجوز، قادت إلى اتفاقية "شراكة شاملة" مع تونس، وحزم مساعدات لدعم الاقتصاد واتفاقيات تعاون.

واستناداً إلى إحصاءات رسمية، يوجد في تونس أكثر من 21 ألف مهاجر، بمن فيهم الطلبة، وغالبيتهم من كوت ديفوار. فيما وصل إلى السواحل الإيطالية خلال العام 2022 نحو 32 ألف مهاجر قادمين من الضفة الجنوبية للمتوسط عبر ليبيا وتونس.