سينما متنقلة في تونس.. نافذة إبداعية داخل حافلة (خاص)

افتتحت تونس مشروعا ثقافيا جديدا بعنوان "سينما تدور" والتي تعدّ أول قاعة سينما حقيقية متجولة في البلاد.

شاحنة ستحط رحالها في مختلف مناطق البلاد لتفعل فكرة اللامركزية الثقافية والتأسيس لثقافة القرب وتحقيق عدالة ثقافية يتمتع بها سكان الهامش قبل المركز.

واختار أصحاب المشروع الهامش ليبدعوا، وترك المركز لمقاومة التصحر الثقافي الذي يسكن المناطق الداخلية والحدودية إيمانا منهم بثقافة القرب والعمل على ترسيخها.

ويأتي إنشاء هذا المشروع إثر إغلاق عدد كبير من قاعات السينما بسبب مشكلات مادية جعلتها غير قادرة على الصمود في وجه متغيرات عدة، خاصة الرقمية والمتعلقة أساساً بمنصات وتطبيقات المشاهدة التي تعرض أحدث الأفلام العالمية.

سينما تدور هي شاحنة سينمائية متنقلة تتضمن 100 مقعد، ستزور مختلف مناطق البلاد بهدف نشر ثقافة السينما وجعلها قريبة من التونسيين.

وقالت غفران هراغي مديرة مشاريع ثقافية للتعريف بمبادرة "سينما تدور" لـ"العين الإخبارية" إن فكرة إنشاء هذه الشاحنة، تأتي نتيجة غياب الفضاءات الثقافية في المناطق الداخلية ومن بينها غياب قاعات السينما إضافة لضعف البنية التحتية.

وأكدت أن هذه الشاحنة ستعرض أفلاما في القرى والمناطق الصغيرة التي لا يوجد بها قاعات سينما وهي تهدف أيضا لتعزيز الحياة الثقافية في تونس ودعم اللامركزية الثقافية.

وأشارت إلى أن الممثل والمخرج التونسي ظافر العابدين تم اختياره كعراب وداعم للمبادرة، مؤكدة شعور ظافر بالسعادة للتحدث باسم المشروع والعمل على نشر الوعي حوله، وتسليط الضوء على الفعاليات المميزة التي يقدمها في كل فرصة متاحة.

وأوضحت أن هذه الشاحنة سيتم من خلالها تنظيم فعاليات فنية متنوّعة، على غرار الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية.

وانخفض عدد قاعات السينما في تونس من 160 قاعة خلال عام 1957 إلى 33 قاعة فقط في الوقت الحالي من بينها 13 قاعة سينما موجودة في العاصمة.

وترجع بدايات السينما في تونس إلى عام 1896 تاريخ تصوير الأخوين لوميار لمشاهد حية لتونس العاصمة. في العام التالي أقام ألبير شمامة شيكلي، رائد السينما التونسية، أول عرض سينمائي بتونس.

وافتتحت تونس سنة 1908 "أمنية باتي" كأول قاعة سينما في البلاد، وفي عام 1922 صور ألبير شمامة شيكلي فيلم زُهْرَة، أول فيلم قصير في البلاد، تبعه سنة 1937 أول فيلم طويل بعنوان "مجنون القيروان".

وبعد الاستقلال وفي سنة 1966 تحديدا أنتج أول فيلم تونسي بعنوان الفجر.