تونس تعيد فتح متحف باردو المغلق منذ سنتين.. قطع أثرية نادرة (صور)
فتح متحف "باردو" أكبر المتاحف الأثرية التونسية أبوابه رسميا، الخميس، بعد أكثر من 20 شهرا من الإغلاق.
وقد أُغلق متحف "باردو" أكبر المتاحف الأثرية التونسية ليلة إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عن الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021 التي شملت تجميد برلمان الإخوان قبل أن يتمّ حلّه في وقت لاحق.
ومتحف باردو، تلاصق بنايته بناية البرلمان، وهنالك باب مشترك بينهما، يعني يمكن أن تدخل إلى المجلس من باب المتحف والعكس صحيح.
المتحف يحتوي على أكثر من 8 آلاف قطعة أثرية نفيسة وأكبر مخزون للفسيفساء في العالم.
ويضم متحف باردو العديد من الأجنحة والقاعات، أهمها قاعات (قرطاج الرومانية، فيرجيل، دقة، المهدية، الفسيفساء المسيحية، سوسة، المتحف العربي).
وأعيد فتح المتحف الوطني بباردو بعد الانتهاء من ترميم عدد مهم من الفسيفساء والمنحوتات الرومانية وتأسيس مجموعة من قاعات العرض الجديدة.
وحضر حفل الافتتاح الرسمي عدد من السفراء المعتمدين لدى تونس وممثلين عن السلك الدبلوماسي وكوادر الوزارة.
وشملت التحديثات ترميم 29 قطعة فسيفساء ومنحوتتين و3 نقائش بقاعة" أوذنة" وصيانة 22 لوحة فسيفساء مختلفة الأحجام بقاعة "ألتيبيروس" بالطابق الأول، كما تم ترميم 13 قطعة فسيفساء.
كما شهد متحف باردو مجموعة من التغييرات في طريقة العرض المتحفي حيث يعرض بالبهو الرئيسي اللوحة الفسيفسائية لجزر ومدن البحر الأبيض المتوسط، وهي لوحة تم اكتشافها في منطقة حيدرة من محافظة القصرين وسط غربي تونس، خلال عام 1995.
كما تم عرض منحوتة "كونكورد" آلهة السلام مجانبة للنصب التذكاري لضحايا حادثة باردو الإرهابية 18 مارس/ آذار 2015، كمركز سلام وتسامح للإنسانية جمعاء.
فيما تم تغيير كل محتوى قاعة" القيروان" بالجناح الإسلامي، فضلا عن إضافة منحوتة لرجل يرتدي ثوبا ملفوفا من معبد "ساتورنوس" ونقيشة جنائزية للمربية كورناليا فورتوناتا بقاعة" دقة".
كما تم إتمام قاعة الصهاريج (التوابيت) للعالم الجنائزي الوثني والمسيحي للفترة الرومانية وإضافة 9 قطع أثرية، كما تم عرض لوحة فسيفسائية تمثّل انتصار "ديونيزوس" إله الكروم والنباتات والخصوبة.
كما شهد المتحف الوطني بباردو إنشاء واجهات لعرض فخار مدينة "سجنان" وقاعة جديدة للرق الأزرق، وهو مصحف معروف يمثل جزءا من مجموعة ضخمة من المخطوطات.
ثروة أثرية
وأكدت وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط خلال كلمة ألقتها خلال حفل الافتتاح، أن قصر باردو يحظى بعناية فائقة من قبل مصالح الوزارة، للمحافظة عليه وتثمينه.
وقالت إن المتحف شهد العديد من التدخلات في فترات سابقة قصد توسعته أو صيانته ولعل آخرها ما بين 2010-2012 حين أصبح "القصر الحسيني" لا يتسع لاحتضان ما تزخر به تونس من ثروات تراثية وقطع ومجموعات نادرة لا سيما المجموعات الفسيفسائية والنقدية والتماثيل والمخطوطات.
وأوضحت أن هذه التوسعة مثلت حدثا مهما في تاريخ المتحف من الناحية المعمارية حيث امتزج الطابع العربي - الأندلسي بالطابع المعماري المعاصر ليضيف للمتحف ثراء معماريا وثراء في الأنشطة التربوية والتكنولوجية الحديثة.
ودعت الوزيرة إلى ضرورة اكتشاف المتحف من جديد والاطلاع على ما قامت به الفرق المتخصصة أثناء فترة غلقه الأخيرة من أشغال صيانة وترميم عدد من القطع المتحفية واللوحات الفسيفسائية وتجديد تجهيزات المراقبة وتثمين كنوز نادرة تُعرض لأول مرة وأخرى تمت إعادة عرضها بما يليق بقيمتها التاريخية والأثرية.
ثاني متحف في العالم
وقال المؤرخ التونسي عبدالقادر السليني إن هذا المتحف يُعتبر ثاني متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء الرومانية بعد متحف فسيفساء زيوغما في تركيا، وهو من أهم المتاحف في حوض البحر الأبيض المتوسط وثاني متحف في القارة الأفريقية بعد المتحف المصري بالقاهرة نظرا لثراء مقتنياته.
وأكد في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أن هذا المتحف يضم لوحات من الفسيفساء تغطي مساحة تعادل 5 آلاف متر مربع.
aXA6IDE4LjIxNy4yMjQuMTY1IA== جزيرة ام اند امز