تونس تصنع مستقبل الأدوية.. تغطية 80% من السوق المحلي وتوسع إقليمي

يُعتبر قطاع الأدوية في تونس قطاعًا حيويًا، حيث يساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية وتصدير الأدوية إلى الخارج، كما يشهد هذا القطاع تطورًا ملحوظًا في الأطر التشريعية والتنظيمية، بالإضافة إلى زيادة في عدد المصانع والشركات العاملة فيه.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الغرفة الوطنية لصناعة الأدوية بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة أرباب العمل)، سليم بوزقندة، تطور قطاع التصنيع الدوائي في تونس.
وأوضح في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن بلاده تُنتج أدوية حيوية لعلاج أمراض القلب والشرايين، إضافة إلى أدوية مضادة للسرطان، كما بدأت تونس في تصنيع الأدوية البيولوجية، بعد حصول بعض الشركات على التراخيص اللازمة.
وأفاد بأن بلاده تغطي حوالي 80% من احتياجاتها الدوائية محليًا، وتُصدر ما يقارب 20% من إنتاجها إلى أسواق أوروبية وخليجية وأفريقية، ما يعزز موقعها كمُصنّع إقليمي للأدوية.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن الأدوية المصنّعة محليًا تُسعَّر من قبل الدولة، وهي أرخص بحوالي 30% مقارنة بنظيرتها المستوردة، وهو ما يعكس أهمية دعم الصناعة الوطنية للأدوية.
وكشف عن توسّع شركات تونسية في الخارج عبر بعث مصانع في دول مثل الجزائر، والسنغال، وساحل العاج، والكاميرون، وهو ما يُعد مؤشرًا جيدًا على الديناميكية المتنامية للقطاع الدوائي التونسي في السوق الإفريقية.
من جهة أخرى، دعت ملكة المدير، نائبة رئيس النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة، إلى إرساء سياسة دوائية واضحة، تتمثّل أساسًا في إلغاء دعم الأدوية المستوردة التي لها أدوية مكافئة في تونس.
وأكدت لـ"العين الإخبارية" ضرورة تعزيز ثقة التونسيين في الأدوية المكافئة، مشيرة إلى أن الدول الكبرى المصنعة للأدوية الأصلية تعتمد بشكل واسع على المكافئ، نظرًا لتكلفته المنخفضة وفعاليته المثبتة علميًا.
وأوضحت أن تونس تصنّع 3168 دواءً مكافئا و46 دواءً من البدائل الحيوية، مشيرة إلى أن الصناعة الدوائية في تونس موجودة منذ 40 عامًا، بما يجعل تونس رائدة في هذا المجال على النطاق العربي والأفريقي.
والدواء المكافئ هو نسخة مكافئة لدواء يحمل علامة تجارية مسجلة، لكن تصنعه شركات الأدوية بعد انتهاء مدة براءة اختراع الدواء الأصلي. ويماثل الدواء المكافئ الدواء الأصلي في التركيبة والفاعلية والجرعة والشكل الصيدلاني، لكنه يُطرح باسم تجاري مختلف وبسعر أقل.
وتغطي صناعة الدواء المحلية 80% من احتياجات السوق الداخلية، و23% من حاجيات المستشفيات، كما تُساهم في توفير العملة الصعبة من خلال إيرادات التصدير.
وقد بلغت قيمة الصادرات التونسية من المنتجات الصيدلانية 113.94 مليون دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة قدرها 6.5% مقارنة بعام 2022 (107 ملايين دولار)، من بينها 41 مليون دولار من الصادرات إلى السوق الفرنسية.
وشكلت هذه الصادرات ما يعادل 0.568% من إجمالي صادرات تونس التي بلغت حوالي 20 مليار دولار في عام 2023.
ويعمل في قطاع الصيدلة أكثر من 73 مؤسسة، تُشغّل نحو 86 ألف شخص.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز