النقاد يجيبون.. لماذا يخفت بريق نجوم الدوري التونسي بعد الثلاثين؟
تعيش الكرة التونسية على وقع ظاهرة التراجع اللافت الذي يشهده أداء معظم نجوم الدوري المحلي بعد بلوغهم سن الثلاثين.
وتوجد استثناءات قليلة للاعبين واصلوا توهجهم بعد تجاوزهم سن الثلاثين، على غرار خليل شمام قائد الترجي، ووسام بن يحيى نجم الإفريقي.
في المقابل، فإن عددا كبيرا من اللاعبين شهد أداؤهم تراجعا لافتا بعد دخولهم عقدهم الثالث من عمرهم.
"العين الرياضية" بحثت في هذه الظاهرة التي أصبحت بارزة للعيان في السنوات الأخيرة، وهو ما أثر بشكل سلبي على المستوى الفني للمسابقات المحلية.
تكوين ضعيف
يشكل التكوين السليم في مرحلة الفئات السنية الحلقة الغائبة في عملية "صناعة" اللاعب التونسي، وهو ما يؤدي، في غالب الأحيان، لانتهاء مسيرته الكروية في سن مبكرة.
ويقول محمد إيهاب الشايبي، الصحفي بموقع "أورانج فوتبول كلوب"، في هذا الصدد: "يفتقد اللاعب التونسي للتكوين السليم، حيث لا يركز المدربون على تطوير الأداء البدني للاعبين الشباب في بداية مسيرتهم في عالم الساحرة المستديرة، مفضلين التركيز بالأساس على الجوانب الفنية والتكتيكية".
وتابع الشايبي: "غياب الاهتمام بالجانب البدني واللياقي من قبل مدربي فرق الفئات السنية يشكل المعضلة الرئيسية للكرة التونسية، وهو ما يجعل المسيرة الكروية للاعبين قصيرة ولا تتواصل كثيرا بعد سن الثلاثين".
ويشاطره الرأي أسامة بن حمادة، الناقد الرياضي التونسي، الذي قال بخصوص هذا الموضوع: "عكس ما يحصل في أوروبا، فإن المدربين في تونس لا يهتمون بتطوير الجانب البدني في مرحلة التكوين، وهو ما يجعل اللاعبين الشباب غير قادرين على مجاراة منتخبات جنوب الصحراء في المراحل السنية".
وأضاف بن حمادة: "النقائص الكبيرة في الجانب البدني واللياقي تبرز بشكل جلي بعد تجاوز اللاعبين حاجز الـ30 عاما، حيث يتراجع مخزونهم اللياقي بشكل كبير ويصبحون عاجزين عن الحفاظ على أفضل مستوياتهم".
عدم التزام وطموحات محدودة
عامل آخر يفسر التراجع الكبير في مستويات اللاعبين التونسيين بعد سن الـ30 عاما، يتمثل في عدم التزامهم طوال مسيرتهم الكروية، فضلا عن طموحاتهم المحدودة.
ويقول الشايبي في هذا الصدد: "المتابع لحسابات اللاعبين على شبكة التواصل الاجتماعي "أنستقرام" يلاحظ غياب الجدية عنهم وعدم تحليهم بالسلوك الاحترافي الذي تقتضيه مهنتهم".
وأضاف: "بطبيعة الحال فإن نفس هؤلاء اللاعبين سيدفعون ضريبة استهتارهم وعدم التزامهم عندما يتقدم بهم العمر، حيث يصبحون عاجزين عن الظهور بشكل لائق بحكم تراجع لياقتهم البدنية".
من جهته، يعتبر بن حمادة أن عامل عدم الالتزام يمثل أحد أبرز أسباب تراجع أداء اللاعبين التونسيين، حيث يقول: "من الطبيعي أن يعجز النجوم التونسيون عن إثبات وجودهم بعد سن الـ30 عاما، باعتبارهم لم يتحلوا بالسلوك الاحترافي الذي يسمح لهم بالحفاظ على مخزونها اللياقي".
وواصل: "أعتبر شخصيا أن التصرفات غير المحترفة للاعبين خارج المستطيل الأخضر تمثل عاملا رئيسيا وراء عدم قدرتهم على الحفاظ على أفضل مستوياتهم البدنية والفنية، وهو ما يؤدي لانتهاء تألقهم مبكرا".