"تحجيم الرئيس".. سموم الغنوشي تصطدم بمناعة التونسيين
تصريحات عدوانية أطلقها زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي ضد الرئيس قيس سعيد، حاول فيها تحجيم دوره وصلاحياته لكنها اصطدمت بمناعة التونسيين.
وأمام هجوم الغنوشي المسموم على سعيد، السبت الماضي، أعلن مثقفون وأحزاب معارضة وقوى برلمانية دعمهم للرئيس، منددين بمنطق الاستحواذ الذي تتعامل به الحركة وتعمل وفقه منذ 2011.
ونشر العديد من الكتاب والأكاديميين، اليوم، تدوينات ناقدة اعتبروا فيها أن ما قاله الغنوشي حول رمزية دور رئيس الجمهورية مغالطة كبرى تعكس رغبة الحركة الإخوانية في افتكاك آخر معاقل الصمود أمام تغوّلها السياسي والمجتمعي.
وبين منذر القربي، وهو عضو الحملة الرئاسية لقيس سعيد، أن نظام الحكم المعتمد منذ 2011 فشل فشلا ذريعا، وتصريحات الغنوشي هي محاولة للتغطية عن تسببه في تعميق الانهيار الذي تعيشه البلاد.
وقال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن القوى المتحالفة مع النهضة عجزت عن حل أزمات البلاد الكثيرة المتراكمة أصلا بسبب سوء خيارات الحزب ذي الأغلبية منذ 2014.
سياسيون وشخصيات أخرى كتبوا أن استهداف الغنوشي للرئيس تطاول من أهل الباطل على أهل الحق، بسبب سكوت أصحاب الحق وعدم اجتماعهم على كلمة واحدة، على حد رأي النائب عن حزب صوت الفلاحين فيصل التبيني.
أنصار الرئيس نفذوا، أمس الأحد، وقفة دعم ومساندة أمام بيته بحي المنيهلة الشعبي، محددين تمسكهم بالدفاع عنه كخيار وطني قادر على كسر شوكة الأحزاب الانتهازية بقيادة النهضة ووقف استنزافها مقدرات البلاد البشرية والطبيعية وصدّ عدائيتها لكل إصلاح ونفس حرّ.
الكتلة الديمقراطية المعارضة في البرلمان والتي لم تتوقف عن كشف ملفات الحركة الإخوانية الفاسدة وتورطها في ملفات فساد مالي وسياسي في تونس وعبر العالم أكد قياديوها أن تصريحات الغنوشي خطيرة وتروم تأجيج الوضع في البلاد وتعميق أزمتها السياسية والدستورية والحال أن إيجاد حل مشترك للوضع وتحمل الكتل البرلمانية المهيمنة والداعمة للحكومة مسؤولية الخيارات المشبوهة التي لغمت التحوير الحكومي.
ومن جانهم قال نواب المعارضة إن ما جاء على لسان الغنوشي مواقف مفخخة وإنها محاولة جديدة من عقل الحركة الإخوانية المدبر لشغل المتابعين والمهتمين بمواضيع ومواقف تلفت نظرهم عن رحى المشاكل العاصفة التي تطحن حركة النهضة حتى تفككت أوصال قياداتها فاستقال منهم الكثير.
الديموقراطيون أكدوا أن ما قاله الغنوشي في حق رئيس الجمهورية مسموم ويمثل استهدافا من نوع آخر لشخص قيس سعيد بعد محاولة اغتياله بمادة سامة كما كشفته رئاسة الجمهورية الأسبوع الفارط.
واعتبر النائب عن الكتلة الديمقراطية محمد عمار في تصريحات إعلامية أن ما أتاه الغنوشي هو أمر غير مقبول ومحاولة لإهانة رئيس الدولة رمز السيادة الوطنية
واعتبر أن حركة النهضة تحاول تأجيج الأوضاع والدفع نحو خلق أزمة سياسية في البلاد من خلال افتعال الصراع مع قصر قرطاج ومحاولة ابتزاز حكومة المشيشي.
ويحكم تونس منذ عام 2014 دستورا تمت صياغته من قبل الأغلبية البرلمانية لحركة النهضة في تلك الفترة وبدعم من الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، يعطي صلاحيات واسعة للبرلمان على حساب رئاسة الجمهورية.