رئيسة لحكومة تونس.. "رأس حربة" ناعمة تربك الإخوان
أكاديمية يختارها الرئيس التونسي لتشكيل حكومة لتكون "رأس حربة" في مسار إنقاذ استهله منذ فترة في خطوة تفاقم عزلة تنظيم الإخوان وذراعه حركة النهضة.
وفي خطوة وصفها متابعون بالتاريخية، كلف الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، نجلاء بودن بتشكيل الحكومة في خطوة تأتي ضمن سياق رحلة إنقاذ بدأها الرئيس لتجاوز مخلفات حكم الإخوان منذ سنة 2011.
ملفات ثقيلة ستواجهها رئيسة الحكومة الجديدة خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، فيما يجمع خبراء على أن تعيينها في هذا الظرف بالذات ستكون له تداعيات إيجابية على مسار القطع مع المنظومة الإخوانية.
لجم الإخوان
منصور الخرايفي، عضو الحملة الانتخابية للرئيس قيس سعيد، يرى أن تعيين بودن سيغلق الأفواه الإخوانية الناقدة لتأخر رئيس الدولة في تعيين رئيس للحكومة.
وقال الخرايفي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "سعيد اتبع منهج التأني في اختيار رئاسة الحكومة حتى لا يقع في نفس الخطأ القديم"، في إشارة لاختيار هشام المشيشي الذي انحاز للإخوان وخدم أجندتهم.
وأكد أن تعيين بودن سيقطع مع منظومة المحاصصة الحزبية التي أرستها حركة النهضة الإخوانية طيلة السنوات الماضية، مشيرا إلى أن استقلاليتها وعدم انتمائها لأي حزب سيعطيها القدرة على فتح ملفات الفساد السياسي للإخوان وحلفائهم
ويرى مراقبون أن تكليف بودن برئاسة الحكومة يعتبر ضربة قاصمة للإخوان وأجندتهم، حيث تتولى امرأة أكاديمية حداثية رئاسة الحكومة، ما يتعارض مع فكر التنظيم المؤمن بدونية المرأة وعدم قدرتها على تقلد المناصب السيادية العليا.
في الأثناء، لاقى التكليف تأييدا من قبل الأحزاب والمجتمع المدني والمنظمات النسائية في تونس.
رسالة إيجابية للخارج
من جانبها، أكدت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي، أن "تعيين امرأة في منصب رئاسة الحكومة يبعث رسالة للداخل والخارج بأن هناك إرادة سياسية تؤمن بقدرات المرأة وكفاءتها".
وأضافت الجربي، لـ"العين الإخبارية"، أن التكليف يبعث أيضا برسالة فحواها أنه "لدينا قيادات تؤمن بالمساواة التامة بين المرأة والرجل وأن مكتسبات النساء وخاصة مجلة الأحوال الشخصية (حقوق المرأة) خط أحمر".
وأشارت إلى أن تونس تضرب مرة أخرى المثل في مجال تشريك المرأة بمواقع القرار، معتبرة أن هذا القرار سيغلق الباب نهائيًا أمام الذين يرغبون في عودة منظومة الإخوان والمنظومات السابقة التي أضرت بالبلاد.
من الشعار إلى التفعيل
أما البرلمانية التونسية أميرة شرف الدين، فقالت: "انتقلنا من حقوق المرأة كمجرد شعار استغله الجميع بدرجات متفاوتة إلى تفعيل حق من حقوق المرأة فعلا وانتقلنا من المفهوم البدائي للمرأة واعتبارها (خزان غريزي وانتخابي)، إلى المرأة الفاعلة".
وأضافت شرف الدين، في تدوينة عبر موقع فيسبوك: "باختصار انتقلنا إلى تجسيد فعلي لصورة المرأة كما وردت بمجلة الأحوال الشخصية بتعيين السيدة نجلاء بودن، وفي هذا رسالة على الجميع حسن تلقفها".
كما رحبت سعيدة قراش، الناطقة السابقة باسم رئاسة الجمهورية في زمن الراحل الباجي قائد السبسي، بتعيين أول امرأة تونسية على رأس الحكومة .
وقالت قراش، في تدوينة نشرتها عبر حسابها بفيسبوك: "مبروك لنساء تونس ولتونس، أول امرأة رئيسة حكومة" .
وأضافت: "انتصار آخر على الذكورية والعقليات الرجعية وخطوة مهمة في الوصول إلى مواقع القرار بتونس"، داعيةً إلى السير نحو التقدم والمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.
خارج التأثير الإخواني
يرى العديد من المتابعين أن هذه الحكومة هي الأولى من خارج التأثير الإخواني، ما سيعطيها فرصة للنجاح وتجفيف منابع الإرهاب المتمركز في بعض الأجهزة الرسمية للدولة التونسية.
وقال الكاتب السياسي بسام حمدي، لـ"العين الإخبارية"، إن "الدعم السياسي المطلق الذي يقدمه قيس سعيد لرئيسة الحكومة الجديدة سيعطيها القدرة على تطهير الإدارة التونسية من الفساد الإخواني".
وأضاف أن "معرفة بودن بدواليب الإدارة التونسية سيقدم لها الفرصة لمعالجة الأزمات العالقة".
aXA6IDMuMTYuNDcuODkg جزيرة ام اند امز