القيروان.. انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان المولد النبوي الشريف (خاص)

انطلقت، الأحد، بمدينة القيروان التونسية فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المولد النبوي الشريف، في احتفالية سنوية راسخة تعود جذورها إلى قرون، لتتحول المدينة العتيقة إلى قبلة للزوار والوفود من داخل تونس وخارجها.
ويمتد المهرجان حتى السادس من سبتمبر/ أيلول المقبل تحت شعار "دورة الشيخ المقرئ علي البراق"، وهو أحد أعلام القيروان وُلد عام 1899 واشتهر بتجويد القرآن الكريم بالقراءات السبع حتى وفاته عام 1981، ليبقى رمزًا من رموز الثقافة الدينية في المدينة.
وتعيش القيروان أجواء روحانية واحتفالية مميزة، حيث تزينت شوارعها بفوانيس الزينة والرايات واللافتات التي حملت آيات قرآنية وأحاديث نبوية، خاصة في محيط المعالم التاريخية مثل جامع عقبة بن نافع ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي. ويعد جامع عقبة، الذي شُيّد سنة 50 هجرية، أبرز معالم القيروان ورمزها الديني والحضاري، إذ ارتبط تاريخيًا بفتح المغرب وأفريقيا على يد قائده عقبة بن نافع الملقب بـ"فاتح إفريقية".
ويضم برنامج المهرجان سلسلة من الأنشطة الدينية والفكرية والروحية، من بينها ختمات قرآنية، مسابقات في تلاوة القرآن والسيرة النبوية، مسامرات علمية، عروض صوفية وأناشيد روحية. كما يتضمن أنشطة اقتصادية وتجارية ومعارض تواكب الحدث، ليجمع بين البعد الديني والبعد الترفيهي والثقافي.
وقال رئيس جمعية مهرجان المولد النبوي الشريف بالقيروان، علي بن سعيد، لـ"العين الإخبارية" إن هذه الدورة تستهدف استقطاب نحو مليون زائر، لا سيما وأنها تتزامن مع عطلة الصيف وقبل أيام قليلة من العودة المدرسية، ما يمنحها طابعًا جماهيريًا واسعًا.
ويُعد مهرجان المولد النبوي بالقيروان حدثًا وطنيًا ودوليًا بامتياز، يجمع بين أصالة التاريخ وثراء التراث الروحي، ليكرّس مكانة المدينة كإحدى أهم الحواضر الإسلامية التي حملت راية الفتح والعلم على مدى قرون.