في ذكرى «الثورة».. تونسيون يطالبون باستمرار محاسبة الإخوان
أحيت تونس الأربعاء الذكرى الـ15 لـ"عيد الثورة" التي انطلقت شرارتها في 17 من ديسمبر/كانون الأول عام 2010.
والأربعاء، خرج الآلاف من التونسيين وسط العاصمة رافعين شعارات تنادي بضرورة الاستمرار في مسار محاسبة تنظيم الإخوان وحلفائهم وترفض التدخل الأجنبي في الشؤون التونسية.
وشارك في هذه المسيرة، التي انطلقت من أمام مقر المسرح البلدي، سياسيون وبرلمانيون وشخصيات رسمية، على غرار البرلماني إبراهيم بودربالة، وكذلك نشطاء في المجتمع المدني.
من جهته، دعا أحمد الهمامي، المتحدث باسم "تحالف أحرار"(تحالف مساند للرئيس قيس سعيد)، إلى "معاقبة كل من أجرم طيلة العشرية السوداء الماضية في حق الشعب التونسي سواء سياسيا أو اقتصاديا"، في إشارة إلى فترة حكم الإخوان.
وأعرب الهمامي في تصريح لـ"العين الإخبارية" عن تأييده لسجن السياسيين من تنظيم الإخوان وحلفائهم، متهما إياهم بتقسيم الشعب وبتورطهم في الفساد.
ودعا إلى "ضرورة مواصلة تطهير الإدارات والمؤسسات الحكومية التونسية ممن تم تعيينهم طيلة العشرية السوداء بطرق غير قانونية"، وأكد ضرورة الاستمرار في مكافحة الفساد وتطبيق سيادة القانون على الجميع.
من جهة أخرى، قال الأمين العام لحزب "مسار 25 يوليو"، محمود بن مبروك، إن مسيرة اليوم، تأتي في إطار هبة شعبية تلقائية ردا على المسيرات والتحركات التي تنتظم أسبوعيا من قبل بعض الجمعيات والمنظمات والأحزاب من بينها حركة النهضة .
وشدد بن مبروك، على أنه لا توجد أزمة حريات في تونس، خاصة وأن جميع الأطياف السياسية ومنظمات المجتمع المدني تخرج يوميا للتظاهر .
وأفاد بن مبروك بأن مسيرة اليوم مثلت ضربة موجعة للمعارضة (المتمثلة في أحزاب الإخوان وحلفائهم) التي وصفها بـ"المعارضة الكرتونية" والتي تدار بأياد وتمويلات أجنبية وهدفها العودة إلى الحكم فقط وليس النهوض بالبلاد.
وتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 هو ذكرى الشرارة الأولى التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي بعد 23 عاما في سدة الحكم.
وبدأت شرارة الثورة بعد حرق بائع الخضر محمد البوعزيزي نفسه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد احتجاجا على التهميش والفقر، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات قوية ضد حكم نظام زين العابدين بن علي انتهت بالإطاحة به في 14 يناير/كانون الثاني 2011، وفرار بن علي وعائلته من البلاد عقب مظاهرة حاشدة بشارع الحبيب بورقيبة.
وأصبح التونسيون يحتفلون بعيد الثورة يوم 14 يناير/كانون الثاني من كل عام إلى أن أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد أمرا رئاسيا في سبتمبر/أيلول 2021 يقضي باعتبار 17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام يوم عيد للثورة بدلا من يوم 14 يناير/كانون الثاني الذي اعتبره تاريخا غير ملائم، مشيرا إلى أن الانفجار الثوري انطلق في 17 ديسمبر/كانون الأول من محافظة سيدي بوزيد، لكن سرعان ما جرى احتواء التحرك الشعبي لإقصاء الجماهير عن التعبير عن إرادتها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز