مرتفعات "جندوبة" التونسية تكتسي بالأبيض.. أجواء أوروبية (صور)
اكتست مرتفعات محافظة جندوبة شمال غربي تونس، باللون الأبيض بعد تساقط كميات كبيرة من الثلوج.
وقد بلغ سمك الثلوج التي سقطت على جبال مدينة عين دراهم التابعة لمحافظة جندوبة حوالي 25 سنتمترا، وتبعد هذه المدينة نحو 250 كيلومترا عن العاصمة والقريبة من الحدود الجزائرية غربا.
تساقط الثلوج يأتي تزامنا مع عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) لتصبح المدينة قبلة للزوار، ممن يريدون التجول بين تراكمات الثلوج وأخذ صور تذكارية قبالة المرتفعات التي ابيضت بتساقط حبات الثلج.
و"عين دراهم" تحافظ حتى اليوم على خصائصها المعمارية القريبة من الريف الأوروبي، إذ إن أغلب أسقف البيوت في المدينة مصنوعة من الخشب، ومنها ما هو مصنوعة من القرميد الأحمر، ومنازلها معلقة في قمم جبال" خمير" ذات الغابات الكثيفة بأشجار الصنوبر والبلوط والفلين والزان.
هذا المشهد الجميل يزداد سحرا مع تساقط الثلوج بحباتها البيضاء ونقاء لونها وجمال شكلها وهي تغطي الغابات الكثيفة والمنازل لتأسر قلوب زائريها من مختلف المحافظات التونسية الأخرى.
وبلغت نسبة الامتلاء في الوحدات السياحية من فنادق ونزل 100% بمحافظة جندوبة، وشهدت مناطق "عين دراهم" و"غار الدماء" و"بلطة بوعوان"، أكبر عدد من الزوار، للاستمتاع بتهاطل الثلوج التي ارتفع نسقها فجر الأحد، وفق أرقام لوزارة السياحة التونسية.
ومع تواصل تساقط الثلوج تعطّلت الحركة المرورية جزئيا وكليا ببعض الطرقات والمسالك والتي تشهد تدخّلات لمسحها وإزالة وإذابة الثلوج، وتشهد كذلك تدخّلات للحماية المدنية ومكوّنات اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث بجندوبة، والتي قامت بانتشال 18 سيارة عالقة في عدد قابل للارتفاع أمام مجازفة الزوار.
أمّا بمنطقة "عين سلطان" القريبة من عين دراهم، فقد قام أعوان الحماية المدنيّة بانتشال 6 سيارات عالقة، وتجري الجهود لفتح الطريق الرابطة بين قرية "عين سلطان" و"الفايجة" و"غار الدماء".
ارتفاع مياه السدود
واستبشر التونسيون بهطول الثلوج والأمطار منذ فجر الخميس، خصوصاً بعد انخفاض منسوب مياه السدود بشكل خطير بات مهدداً للقدرة على توفير مياه الشرب.
من جهته، أكد المسؤول المحلي للتنمية الفلاحية بمحافظة جندوبة وعضو لجنة مجابهة الكوارث عبدالجليل الفعلي في تصريحات إعلامية، أن التساقطات المسجلة خلال اليومين الأخيرين من شأنه أن ترفّع من مخزون السدود.
ولفت إلى أن إيرادات سد "بوهرتمة" سجلت إلى حدود ليلة البارحة ارتفاعا بـ3 مليون متر مكعب، وهو ما يرفع حجم المياه المخزنة به إلى 25 مليون متر مكعب، كما من شأن التساقطات والإيرادات أن تعزز المخزون بسدي "بني مطير "و"بربرة"، وأن تغذي المائدة المائية السطحية وتدعم نمو الزراعات والمراعي، وأن تحفظ ديمومة الغابات التي شهدت خلال الصيف الماضي حالة من الجفاف غير المسبوقة بالجهة.
ومنذ شهر، كشفت البيانات الرسمية لوزارة الزراعة التونسية نزول مخزون المياه في سدود البلاد إلى نحو 29.9% مقابل مستويات تفوق 50% خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وأكد المعهد الوطني للرصد الجوي تواصل الطقس الشتوي واستمرار التساقطات الثلجية بالمرتفعات الغربية للبلاد مع حرارة منخفضة وتتراوح القصوى بين 3 و8 درجات بالمرتفعات الغربية.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuMjI2IA== جزيرة ام اند امز