تونس تفتتح المهرجان الدولي للواحات بتوزر بعروض تراثية (خاص)
افتُتحت، الجمعة، فعاليات الدورة السادسة والأربعين من المهرجان الدولي للواحات بمدينة توزر جنوب غربي تونس، بعروض فنية صوفية وفلكلورية.
وقدّمت فرق تونسية، إلى جانب مجموعة «بركت» للفنون الشعبية من ليبيا وفرقة «الأغواط» من الجزائر، عروضًا فنية ضمن حدث يتواصل حتى 29 ديسمبر الجاري.
ويستقطب المهرجان سنويًا قرابة مليون زائر تونسي وأجنبي، بالتزامن مع العطلة الشتوية، حيث يجمع بين متابعة العروض الفنية والاستمتاع بسحر الصحراء والواحات. ورافق حفل الافتتاح ملتقى للخط العربي ومعرض للنحت على خشب النخيل، في إطار تعزيز البعد الثقافي والفني للتظاهرة.
وقال مدير المهرجان بدر الدين الشعباني، في تصريح لـ«العين الإخبارية»، إن توزر تشهد إقبالًا كبيرًا من السياحة الداخلية وحركية سياحية واقتصادية لافتة منذ انطلاق العطلة الشتوية، مؤكدًا أن برنامج هذه الدورة متنوع وموزّع على فقرات نهارية ومسائية تهدف إلى تنشيط المدينة وتلبية مختلف الأذواق.
وأوضح أن المهرجان حافظ على خصوصيته من خلال عرض «إيقاعات الواحات» بساحة وسط واحة توزر قرب المنطقة السياحية، إلى جانب كرنفال يومي يجوب الشوارع الرئيسية، يُخصَّص في كل يوم لأحد عناصر التراث الواحي من الفنون الشعبية أو الصوفية، فضلاً عن أمسيات موسيقية بساحة الاستقلال المعروفة بـ«ساحة باب الهواء».
وأشار إلى أن السهرات الفنية تتضمن عروضًا موسيقية، تُحيي سهرتها الأولى الفنان محمد البسكري بعرض «نفحة الدنيا»، فيما يشارك في العرض الثاني عدد من الفنانين التونسيين، من بينهم حمدة فلاح ووفاء سالم وأيمن غزال، عبر عرض «ماهمش أصحابي»، إضافة إلى فقرات تنشيطية مخصصة للأطفال خلال الفترات المسائية.
حركية سياحية متصاعدة
من جانبه، أكد المندوب الجهوي للسياحة بتوزر، عادل سبيطة، أن مهرجان الواحات يُعد من أبرز التظاهرات الداعمة للقطاع السياحي خلال العطلة الشتوية، مشيرًا إلى أن البرنامج المتنوع لهذه الدورة، الذي يجمع بين التراث والثقافة والتنشيط، أسهم في ارتفاع الطلب على الجهة، خاصة بمؤسسات الإيواء السياحي.
وأوضح أن نسبة الإيواء الفندقي بلغت خلال الأسبوع الأول من العطلة الشتوية نحو 88%، مع توقعات بارتفاعها إلى 100% خلال الأسبوع الثاني، ولا سيما في ليلة رأس السنة.
واعتبر سبيطة أن المؤشرات السياحية المسجلة بتوزر مشجعة، لافتًا إلى تنوع المقومات السياحية التي تزخر بها الجهة، من الكثبان الرملية والشلالات الطبيعية إلى الواحات والمياه الحارة، ما يوفّر للسائح تجارب متعددة على مدار السنة.
توزر.. تاريخ وسحر الصحراء
وتُعرف توزر، أو «توزوروس» كما أطلق عليها الرومان، بأنها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في تونس، خصوصًا خلال فصل الشتاء حيث تكون درجات الحرارة معتدلة. كما تُعد من أهم مناطق إنتاج التمور في البلاد، إذ تضم نحو مليوني شجرة نخيل، فيما تنتج تونس قرابة 200 نوع من التمور.
ويُعد «شط الجريد» أكبر المساحات الملحية في الصحراء، إذ يمتد على أكثر من 7 آلاف كيلومتر مربع، ويتحول خلال موسم الأمطار إلى مسطح مائي يمكن بلوغه بالقوارب، بينما يجف صيفًا ليمتد على مدّ البصر.
وتحمل توزر أيضًا بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا، إذ هي مسقط رأس الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، الذي تغنّى بجمالها في قصائده، وفيها وُري الثرى.





aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز