اقتراب نهاية الغنوشي.. رعب يزلزل صفوف الإخوان
ضربت حالة من الرعب صفوف الإخوان في تونس بعد استئناف التحقيق مع زعيمهم راشد الغنوشي في أخطر قضية مرتبطة بتسفير الإرهابيين.
سارع إخوان تونس إلى عقد مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، نظمته ما تُسمى "جبهة الخلاص" ليجسد حالة فزعهم من مآل التحقيق في هذه القضية التي تنذر بالنهاية الأبدية لهم بالبلاد.
ورغم أن قضية تسفير الإرهابيين من تونس إلى بؤر التوتر في سوريا والعراق لا تزال أمام النيابة، خرج رئيس جبهة الخلاص الإخوانية أحمد نجيب الشابي واصفا قرار توقيف القيادي بحركة النهضة ووزير الداخلية ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض بأنه "حدث جلل".
القيادي الإخواني الشابي قال أيضا إنّه من الممكن كذلك اتخاذ قرار مماثل ضد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، واصفا ذلك بالأمر الخطير.
وكانت النيابة التونسية قررت الاحتفاظ بنائب رئيس حركة النهضة علي العريض بعد سماع أقواله، أمس الإثنين، من قبل الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم الماسة بالتراب الوطني في بوشوشة، باعتباره رئيس حكومة ووزير داخلية أسبق.
وتم تأجيل سماع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى اليوم بداية من بعد الظهر لاستكمال التحقيقات التي بدأت أمس.
مثول زعيم الإخوان ونائبه جاء بعدما تردد اسم حركة النهضة الإخوانية وأسماء قيادات تابعين لها في تحقيقات مع عناصر إرهابية تم استجوابهم بعد عودتهم من بؤر التوتر، اعترفوا خلالها أن هذا الحزب قدم لهم تسهيلات للسفر إلى مناطق النزاع.
احتجاجات أولياء الإرهابيين
وتزامنا مع استئناف التحقيق مع الغنوشي، نظم عدد من أولياء الشباب العالقين في سوريا وليبيا والعراق ويرتبطون بقضية التسفير، وقفة احتجاجية أمام مكافحة الإرهاب.
بدوره، أكد رئيس جمعية إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج، محمد إقبال بن رجب، أن هذه الوقفة تأتي للمطالبة بمواصلة استكمال مسار المحاسبة وتطبيق القانون ضد المتورطين في شبكات التسفير إلى بؤر التوتر، وللمطالبة بإرجاع التونسيين العالقين بالخارج.
وقال "بن رجب"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الجمعية تطالب بمحاسبة وتتبع كل من ساهم في انتشار الإرهاب ودمغجة الشباب التونسي وتورط في شبكات التسفير.
ولفت إلى ضرورة إرجاع التونسيين القابعين بالسجون السورية والليبية والتحقيق معهم لمعرفة من جندهم وكيف خرجوا من البلاد.
كان الرئيس التونسي قيس سعيد قد دعا إلى بعث لجنة مختصة تضم أمنيين وعسكريين وقضاة والتوجه لكل من ليبيا وسوريا والعراق وإيطاليا بهدف متابعة وضعية التونسيين بهذه البلدان وإعادتهم للاستفادة من المعلومات التي لديهم.
مرحلة جديدة
مرحلة حاسمة في كشف حقيقة ملف تسفير الشباب إلى بؤر التوتر، بدأت خيوطها تفكك بعد شكوى قضائية تقدمت بها البرلمانية السابقة وعضو لجنة التحقيق البرلمانية في ملف التسفير فاطمة المسدي.
وقبل سنوات، شكلت تونس لجنة برلمانية للتحقيق في الشبكات المتورطة بتجنيد وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر في العالم، للمشاركة في القتال بصفوف تنظيمات إرهابية.
وبحسب تصريحات سابقة لعدد من القيادات الأمنية التونسية، لعبت حركة النهضة الإخوانية -حين كانت بالحكم- دورا رئيسيا في تسهيل عبور الإرهابيين من مطار قرطاج، إضافة إلى تدريب عدد من الشباب على استعمال الأسلحة في 3 مراكز تابعة لوزارة الداخلية، وتمرير حقائب من الأموال.
ووفقا لأحدث البيانات، اعتقلت السلطات التونسية، في إطار القضية، الكثير من الأسماء البارزة مثل فتحي البلدي وعبدالكريم العبيدي، وفتحي بوصيدة، والنواب التابعين للإخوان محمد فريخة، ورضا الجوادي، ومحمد العفاس، إضافة إلى البشير بلحسن (إمام)، ووزير الشؤون الدينية الأسبق نور الدين الخادمي والمتحدث الرسمي باسم أنصار الشريعة المحظور سيف الدين الرايس.
بدورها، قالت فاطمة المسدي: "شكرا لكل الوطنيين الذين تصدوا للإرهاب ووثقوا جرائم الإخوان في زمن حكم رعاة الإرهاب.. لولاهم لما فتحت الملفات".
وأكدت في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "التحقيق مع الغنوشي والعريض يأتي بعد رفعي قضية حول ملف التسفير في سنوات 2012-2014".
ومضت في حديثها: "الملف على درجة من الخطورة لتعلقه بشخصيات بارزة في الدولة وأحزاب وقيادات أمنية وسياسيّة".
كما أوضحت أن شكواها التي تقدمت بها تنقسم إلى 4 أجزاء، حيث تعلق الجزء الأول بالجانب الدعوي وتحضير الأرضية لدمغجة الشباب وتسفيرهم إلى سوريا، ويشمل اتهام بعض الأئمة على غرار رضا الجوادي والحبيب اللوز وبعض الجمعيات.
فيما يتمثل الجزء الثاني، وفق المسدي، بالجانب الأمني، ويشمل عددا من الأسماء لمن كانوا يؤمنون عملية التسفير ويقومون بتدليس جوازات السفر، فيما تطرق الجزء الثالث من الشكوى إلى مسألة تمويل عملية التسفير، ودور الجمعيات وبعض الأحزاب السياسية في ذلك، بالإضافة إلى بعض الشركات.
وأضافت أن الجزء الرابع يتعلق بمسألة ارتباط ملف التسفير بالعديد من العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس لاحقا، على غرار عملية متحف باردو الإرهابية في مارس/آذار 2015، والتي تورط فيها إرهابي عائد من سوريا.
أسماء جديدة
بدوره، قال المحلل السياسي الصحبي الصديق إنه تم التستر على ملف التسفير سابقا مثلما حدث في ملف الاغتيالات والجهاز السري في ظل تواطؤ بعض مسؤولي القضاء بتونس مع الإخوان.
الصديق اعتبر في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن فتح الملف الآن يثبت نية الرئيس التونسي قيس سعيد في الكشف عن ملابسات هذه القضية الخطيرة التي عاشت على وقعها البلاد بعد تغلغل الإخوان في مفاصل الدولة بهدف تدميرها من الداخل وتدمير شبابها الذي وقعت أدمغجته عن طريق فكر شيوخ الدين المتعصبين.
وأوضح أن الفترة المقبلة ستميط اللثام عن العديد من الأسماء الإخوانية التي أمّنت لهم الطريق وأخفت آثار المتورطين في تسفير الشباب وقتلهم في بؤر التوتر.
ولفت إلى أن دخول وخروج الإرهابيين كان عن طريق شركة الطيران الإخوانية سيفاكس إيرلاينز وبتواطؤ مع أمن المطار ووزارة الداخلية.
وفي محاولة للضغط على الأبحاث، وجّه مساعد الغنوشي، ماهر مذيوب، دعوة إلى أنصار حركة النهضة، للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام فرقة مكافحة الإرهاب، للتنديد بعرض الغنوشي والعريض على التحقيق. وخضع في أغسطس/آب الماضي للتحقيق.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز