«رقوج» يفتتح مهرجان الحمامات الدولي 2025.. حضور جماهيري لافت

افتتحت الدورة الـ59 من مهرجان الحمامات الدولي، بعرض موسيقي ضخم بعنوان "رقوج"، من توقيع الأخوين عبدالحميد وحمزة بوشناق، في المركز الثقافي الدولي بتونس، وسط حضور جماهيري كبير غصّت به القاعة.
يمتد المهرجان حتى 13 أغسطس/ آب المقبل، ويقدّم خلاله 36 عرضًا فنيًا موزعة على 33 سهرة، من بينها 18 عرضًا تونسيًا، بمشاركة فنانين من 14 دولة عربية وغربية، ما يعكس تنوعًا فنيًا وانفتاحًا ثقافيًا لافتًا.
ويُعد مهرجان الحمامات ثاني أعرق المهرجانات الفنية في تونس بعد مهرجان قرطاج الدولي، ويتميّز هذا العام ببرمجة غنية تحت شعار "السردية الفنية المتكاملة"، كما وصفها مدير المهرجان نجيب الكسراوي، الذي أكد في تصريحات صحفية أن العرض الافتتاحي "رقوج" نُظّم أمام شبابيك مغلقة، ويمثل تجربة ركحية موسيقية كوريغرافية تستند إلى عمل درامي رمضاني حقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا في موسمي 2024 و2025.
العمل مستوحى من المسلسل الرمضاني "رقوج"، ويحمل رؤية إخراجية لعبد الحميد بوشناق، مصحوبة بموسيقى حية من تأليف حمزة بوشناق، قدّمتها أوركسترا مكونة من مجموعة من العازفين على خشبة المسرح، ما أضفى طاقة ديناميكية تفاعلت معها اللوحات التعبيرية الراقصة التي صممها حافظ ضو، بمشاركة أكثر من 20 فنانًا من أبطال المسلسل الأصليين.
وتدور أحداث العرض في بلدة وهمية تحمل اسم "رقوج"، عكست من خلالها تجربة مصغرة لحالة الفساد والمحسوبية والإجرام التي يعاني منها المجتمع التونسي، مع توظيف ذكي للكوميديا السوداء كوسيلة لطرح قضايا الغلاء والتهريب ومعاناة المواطن في مواجهة تغوّل الفاسدين.
وتحفل دورة هذا العام ببرنامج متنوع يضم نخبة من أبرز الأسماء في الساحة الموسيقية، من بينهم وائل جسار، صابر الرباعي، لطفي بوشناق، الشاب مامي، بلطي، وناس الغيوان، إضافة إلى أسماء عالمية مثل يوري بوينافينتورا (كولومبيا)، فرقة "لاس ميغاس" (إسبانيا)، وروبن بينيت (الولايات المتحدة/فرنسا).
كما يفسح المهرجان المجال أمام الطاقات الشابة والمشاريع الموسيقية البديلة التي تعبّر عن روح الجيل الجديد، من خلال عروض مثل "جذب"، "سوداني"، "بنجامي"، و"أصول" لياسين بولعراس، و"قم ترى" الذي يمزج الشعبي الجزائري بالجاز والكلاسيك، و"حوار الأوتار 2" لكمال الفرجاني.
وسيكون عشاق الأغنية الفرنسية على موعد مع سهرة خاصة بعنوان "سيمفونيكا"، تعيد توزيع أعمال نخبة من النجوم مثل داليدا وشارل أزنافور، في مزج بين التراث الفرنسي والطابع الأوركسترالي المعاصر.
وعلى صعيد المسرح، تشمل البرمجة عروضًا تونسية بارزة منها: "أم البلدان" لحافظ خليفة، "كيما اليوم" لليلى طوبال، "سيدة كركوان" لوجدي قايدي وحسام الساحلي، "جرانتي العزيزة" لفاضل الجزيري، و"عربون" لعماد جمعة.
ويُختتم المهرجان بحفل للفنانة التونسية نبيهة كراولي، في تحية خاصة للأغنية التونسية الأصيلة، بما يعكس التزام المهرجان بالحفاظ على الموروث الثقافي المحلي إلى جانب انفتاحه على التجارب العالمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز