تونس في أولمبياد طوكيو.. سعادة بالأرقام القياسية وتفسير لأزمة العلم
حفظت بعثة تونس ماء وجه العرب في أولمبياد طوكيو 2021 حتى الآن، بتتويجها بذهبية وفضية كانتا حصاد المشاركة العربية في أول يومين للفعاليات.
وأعرب محرز بوصيان، رئيس اللجنة الأولمبية التونسية، عن سعادته البالغة بالبداية القوية لبعثة بلاده في أولمبياد طوكيو 2021، مهديا الميداليتين إلى شعب تونس الذي احتفل بالتزامن مع هاتين الميداليتين بعيد الجمهورية التونسية يوم 25 يوليو/ تموز الحالي.
وأكد بوصيان، في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية، أن ما يزيد من سعادته هو اقتران الميداليتين بأكثر من رقم قياسي مميز في المشاركة بالألعاب الأولمبية.
وقال بوصيان في هذا الصدد: "الوفد التونسي المشارك في أولمبياد طوكيو 2021 يعتبر الثاني عربيا من حيث الحجم بعد الوفد المصري، لكن مقارنة بالتعداد السكاني فإنه يعتبر الأول نظرا لأن تعداد تونس يبلغ 11 مليون نسمة يمثلهم 63 رياضيا ورياضية، فيما يمثل 134 رياضيا ورياضية مصر التي يزيد تعدادها على 100 مليون نسمة".
وأوضح: "الوفد الحالي لتونس هو ثاني أكبر وفد يمثلها في تاريخ مشاركاتها بالدورات الأولمبية بعد الوفد الذي شارك في أولمبياد لندن 2012، حيث ضم 3 منتخبات للألعاب الجماعية (سلة ويد وطائرة) فيما يضم الوفد الحالي من الفرق الجماعية منتخب الكرة الطائرة فحسب".
وواصل: "الوفد الحالي يشهد رقما قياسيا أيضا بمشاركة 51 رياضيا ورياضية يمثلون تونس في الرياضات الفردية، فيما كان الرقم القياسي السابق في لندن 2012 من خلال 45 رياضيا ورياضية فقط.. وهناك رقم قياسي آخر يتمثل في عدد الرياضيات المشاركات، حيث يبلغ 29 رياضية مقابل 22 من الذكور بخلاف منتخب الكرة الطائرة".
وأضاف: "المشاركة الحالية أيضا لتونس في الأولمبياد شهدت رقما قياسيا آخر حيث يخوض السباح أسامة الملولي الأولمبياد للمرة السادسة في تاريخه، كما تزامنت هذه الأرقام القياسية مع الميدالية الذهبية الثمينة للسباح أحمد أيوب الحفناوي، الذي أصبح أصغر رياضي تونسي وأعتقد عربي وأفريقي يتوج بالذهب الأولمبي".
وأكمل بوصيان: "الميدالية الفضية أيضا للاعب التايكوندو محمد خليل الجندوبي كانت ذات مذاق ذهبي، وأهدي الميداليتين لشعب تونس الذي احتفل بعيد الجمهورية التونسية (25 تموز) الذي أصبح أيضا عيدا للشباب وللميداليات التونسية وعيد التتويج الأولمبي".
وعما إذا كانت ميداليتا الحفناوي والجندوبي متوقعتين قبل بداية الدورة الأولمبية الحالية، قال بوصيان: "لو تابعتم تصريحاتي في الفترات الماضية، كنت أذكر دائما اسمي الحفناوي في السباحة والجندوبي في التايكوندو ومروى العمري في المصارعة ونهال الشيخ روحو في الجودو وإيناس البوبكري في المبارزة وخلود الحليمي في الملاكمة".
وأضاف: "الشباب التونسي يعرفون هذه الأسماء جيدا، ويدركون أنهم يمتلكون الإمكانيات والروح القتالية لتحقيق نتائج استثنائية".
أزمة علم تونس في افتتاح أولمبياد طوكيو
وكشف بوصيان النقاب عن المعايير الحقيقية التي تم من خلالها اختيار إيناس البوبكري لحمل راية تونس في حفل افتتاح الأولمبياد الحالي، وكذلك الأسباب الحقيقية وراء انسحاب السباح المخضرم أسامة الملولي قبل بداية الأولمبياد ثم عدوله عن قرار الانسحاب.
وعن السبب وراء عدم رفع أنس جابر علم تونس في حفل افتتاح الأولمبياد وتفضيل إيناس البوبكري مع الاحترام بالطبع لتاريخ الأخيرة، قال بوصيان: "كل الرياضيين أبنائي وأحبهم على قدم المساواة وكلهم بالنسبة لي أبطال كبار وكلهم يستحقون رفع الراية".
وأوضح: "بشأن رفع العلم في طابور العرض وضعنا معايير موضوعية، وأنه يجب أن تؤخذ في الاعتبار المسيرة الرياضية كاملة لهذا الرياضي وألا يقتصر التقييم على بعض الإنجازات الوقتية في بعض المناسبات، وذلك لا يعني تفضيل رياضي على آخر".
وواصل: "أنس جابر رياضية كبيرة ومحترمة، وبحكم السن (26 عاما) قد ترفع الراية في أولمبياد باريس 2024، فيما أصبحت البوبكري في الثانية والثلاثين من عمرها، وربما تكون المشاركة الحالية هي الأخيرة لها في الألعاب الأولمبية".
وأضاف: "البوبكري توجت أولمبيا من قبل أيضا، فيما لم تتوج أنس جابر أولمبيا حتى الآن.. ونحن في اللجنة الأولمبية تكون للميدالية الأولمبية ثقل كبير في تقييمنا، إضافة للسن التي تمثل عاملا مهما وكذلك الإنجازات العالمية".
وواصل "البوبكري شاركت في بطولات كبيرة منها 3 بطولات جراند سلام وفازت فيها بميداليات، فيما وصلت أنس جابر لدور الثمانية فقط في بطولتي جراند سلام هما أستراليا المفتوحة وويمبلدون.. ونحن نتسم بالعقلانية في اللجنة الأولمبية، ولسنا شعبويين، وبالتالي لا تؤثر فينا التغطية الإعلامية لبعض الرياضات".
وأشار: "نحاول قدر الإمكان تقدير المجهود الرياضي لكل الرياضيين، وأعتقد أن موقفنا بخصوص رفع الراية نال استحسان معظم الرياضيين وكذلك أنس جابر التي رأت أن البوبكري جديرة برفع الراية في افتتاح الدورة الأولمبية".
وعن حقيقة أزمة الملولي قبل بداية الأولمبياد بأيام من حيث انسحابه ثم تراجعه عن الانسحاب، قال بوصيان: "الملولي رياضي أسطوري قدم الكثير للرياضة العربية والأفريقية عامة وللرياضة التونسية خاصة، وهو صفحة ناصعة في تاريخ الحركة الرياضية والأولمبية".
وواصل: "حرصت كل الحرص على عدم إفساد هذا التاريخ الكبير من خلال بعض الإشكاليات التي يمكن تسويتها بالتعاون مع سلطة الإشراف والدولة التونسية واتحاد السباحة التونسي، وتحدثت مع الملولي الذي اقتنع بأن رفع الراية الوطنية واجب وطني لا يجب أن يخضع لأي توترات أو ضغوط".
وأكمل "الملولي أكد كذلك أن المشاركة في الأولمبياد ليست ملكا له وإنما للدولة التونسية، وأنه ليس من حقه التصرف فيه.. ونحن في اللجنة الأولمبية بقدر ما نقدر الرياضيين نتسم بالصرامة في احترام القيم الأولمبية والراية الوطنية التي تأتي قبل كل شيء".
وعن تقييمه لتنظيم أولمبياد طوكيو 2021 في هذه الظروف الصعبة وما إذا كان هذا يشكل مزيدا من الضغوط على البعثة التونسية، قال بوصيان: "تنظيم الأولمبياد في هذه الظروف إنجاز تاريخي ونجاح لتحد كبير من قبل اللجنة الأولمبية الدولية برئاسة توماس باخ الذي أوجه إليه تحية كبيرة".
وأضاف "أوجه تحية كبيرة إلى المنظمين في اليابان والحكومة والشعب الياباني الذين ضحوا بالكثير لاحتضان كل العالم رغم المخاطر الصحية الحالية.. ولا نملك سوى توجيه الشكر لليابان واللجنة الأولمبية اليابانية.. وبتنظيم هذا الأولمبياد أعتقد أنه من الممكن الخروج من النفق المظلم والتأكيد على قدرتنا على مواجهة كورونا".
وأعرب بوصيان عن تفاؤله بعد هذه البداية الاستثنائية للبعثة التونسية في الأولمبياد الحالي بأن يكون القادم على نحو جيد أيضا.
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA= جزيرة ام اند امز