"غار الملح".. "مالديف تونس" المنسية تأسر قلوب الزائرين
غار الملح، جنة على وجه الأرض يطلق عليها لقب "مالديف تونس" تأسر زائريها بجمال طبيعتها وسحر بحرها ونقاء شواطئها.
تقع مدينة غار الملح بمحافظة بنزرت الشمالية على بعد 56 كم على العاصمة تونس تطل شرقا على البحر المتوسط تحميها من الخلف جبال وسهول خصبة وغابات كثيفة.
وتقع غار الملح بين بحيرة كبيرة جدا وهي البحيرة التي يصب بها أكبر أنهار تونس نهر "مجردة" من جهة والبحر المتوسط من جهة أخرى.
- الخطوط التونسية تنفض غبار "كورونا".. قفزة قياسية بالإيرادات
- وزيران تونسيان يكشفان لـ"العين الإخبارية" مؤشرات استثنائية بقطاع حيوي
تحتوي هذه القرية الصغيرة على 24 معلما أثريا لعل أبرزها الثكنة العسكرية التي بنيت في العهد العثماني وأبراج وقلاع تعود إلى القرن 19، وسور وميناء قديمان كانا مخصصين لغايات تجارية وعسكرية.
غار الملح أسسها الأندلسيون بعد هجرتهم الجماعية إلى تونس إثر طردهم من شبه الجزيرة الإيبيرية في القرون الوسطى.
وكانت مطمعاً للغزاة الأتراك والإسبان ودارت حولها صراعات، وشيدت عليها قلاع إسبانية وعثمانية عديدة.
ويتمتّع الزوار في الصيف بشواطئ غار الملح التي تعتبر ضمن أفضل الشواطئ في تونس، بجمال رماله الذهبية وماء بحرها الصافي وموقعه الخلاف بين البحر والجبل. كما تستقطب المدينة، عددا هاما من الزوار من الداخل والخارج وهي قادرة على أن تكون وجهة عالمية لما تحتويه من خصائص سياحية فريدة.
وغار الملح هي قرية صغيرة يعتمد سكانها على الفلاحة والصيد البحري كأهم مصادر العيش هناك كما تزدهر في فصل الصيف بفضل الإقبال الكبير عليها من قبل التونسيين والجزائريين والليبيين.
وتعرف هذه المدينة بندرة الأراضي الزراعية باعتبار طغيان المياه والشواطئ الرملية والجبال والغابات على المشهد العام للمنطقة، ما جعل سكانها يمتهنون الزراعة على الرمال قرب الشواطئ.
ويعود أصل هذه الزراعة إلى العهد الأندلسي وتسمى بـ”نظام الري السلبي” حيث تتغذى فيه جذور الخضراوات من مياه الأمطار العذبة المخزنة في الرمال على عمق سنتيمترات والتي تطفو على السطح البحر بفعل تحركات الأمواج.
وقالت وجيهة عبد المقصود ممثلة عن المجتمع المدني بمحافظة بنزرت إن غار الملح كانت قديما ميناء عسكريا ومدنيا هاما للفينيقيين والقرطاجيين لكن مع تراجع البحر تحولت إلى مدينة وتم تأسيسها ليطلق عليها اسم "رأس أبولون" أي آلهة الجمال، وتحول الميناء إلى مركز لممارسة القرصنة في البحر المتوسط في القرن 19 وتدخل أحمد باي الأول ورمم القلاع والأبراج وقام ببناء ثكنة عسكرية ومخازن للأسلحة.
وتابعت في تصريحات لـ"العين الإخبارية": أن غار الملح كانت تسمى في القرن 17 باسم "بورتو فارينا" أي ميناء فارينا، نسبة إلى المهندس الأجنبي الذي بنى الميناء والحصون هناك في تلك الفترة.
وأضافت أن غار الملح تصبح في فصل الصيف الوجهة المفضلة للتونسيين الذين يقصدونها نظرا لجمال شواطئها ونقائها.. مشيرة إلى أن غار الملح هي وجهة سياحية متميزة لكنها تفتقر للاهتمام من قبل الحكومات المتعاقبة.
ودعت إلى ضرورة استغلال جمال هذه المدينة وتطويرها سياحيا لتعود بالإيجاب على زوار المنطقة واقتصاد تونس بصفة عامة.
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA= جزيرة ام اند امز