من السماء لغياهب السجون.. صحيفة تسرد مأساة طيارين أتراك
يواجه طيارون أتراك عقوبة السجن مدى الحياة لاتهامهم بالمشاركة في محاولة الانقلاب الفاشل 2016، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن أحلام 13 طيارا متدربا بقيادة المقاتلات التركية تبددت بعد تصادف وجودهم في القاعدة أثناء وقوع مسرحية الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016.
وأشارت إلى أن الطيارين أدينوا في نوفمبر/تشرن الثاني الماضي، بمحاولة الإطاحة بالنظام الدستوري وحُكم عليهم بالسجن مدى الحياة، وتحطمت حياتهم العسكرية وأحلامهم في قيادة طائرات إف-16 بالقوات الجوية التركية.
ووفقا لـ"نيويورك تايمز" فقد ذهب مصير هؤلاء الطيارين إلى طي النسيان، نتيجة لقسوة الخطاب الحكومي ضد من تتهمهم بـ"المسرحية الانقلابية"، وخشية عائلات ومحامي المتهمين من التحدث علانية.
لكن الحكم على الثلاثة عشر بالسجن المؤبد -12 منهم تلقوا حكما بالسجن المشدد وهو أقسى أشكال عقوبة السجن المؤبد دون الإفراج المشروط- دفع بعض عائلاتهم إلى الخروج عن صمتهم.
وقررت عائلات المتدربين الخروج عن صمتها رغم الخطاب الحكومي الحاد السائد في تركيا ضد منفذي الانقلاب المزعوم.
وترجع بداية القصة، بحسب صحيفة"نيويورك تايمز" ، إلى صيف 2016، عندما وصل المتدربون الـ13 إلى قاعدة أكينجي الجوية التركية، خارج أنقرة، لبدء التدريب على الطائرات المقاتلة من طراز إف-16. وفي 15 يوليو/ تموز، تم استدعاؤهم إلى القاعدة لحضور امتحان اللغة الإنجليزية، ثم طلب منهم الاستعداد لمراقبة عملية لمكافحة الإرهاب.
لكنهم علموا لاحقا بمزاعم أن القاعدة مقر لمدبري المسرحية الانقلابية. لم يكن الطيارون المتدربون على علم إلى حد كبير بما يجري، وفقا لأقوالهم أمام المحققين وفي المحكمة.
وقال الطيارون إن هواتفهم نزعت منهم خلال تواجدهم في القاعدة وأزيل جهاز التليفزيون من قاعة الاجتماعات حيث قضوا غالبية الليل في شرب الشاي، فيما تولى البعض حراسة مدخل المبنى وذهب ثلاثة منهم إلى البوابة الأمامية وتسلموا بنادق، على الرغم من أن المحكمة وجدت أنهم لم يستخدموها.
ووفقا للصحيفة فقد تعرضت القاعدة لإطلاق النيران، وطلب من المتدربين المغادرة وهو ما فعلوه في الساعة الثامنة صباحا.
بعد 11 يومًا، تم استدعاء المجموعة إلى القاعدة للإدلاء بشهادتها حول الأحداث، وتم اعتقالهم على الفور.
وفي غضون ساعات، ظهرت أسماؤهم على قائمة الأفراد الذين أقيلوا من الجيش.
ووجهت للمتدربين تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية ومحاولة قلب النظام الدستوري والقتل ومحاولة القتل رغم عدم تقديم الادعاء لأدلة تورطهم.
وشن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حملة قمع بعد الانقلاب، وفرض حالة الطوارئ عامين، واعتقل 120 ألف شخص وطرد 150 ألف موظف من وظائفهم.
وخضع أكثر من 8000 عسكري للمحاكمة بتهمة المشاركة في الانقلاب المزعوم، بينهم أكثر من 600 متدرب ومتدربة معظمهم في أوائل العشرينات من حياتهم، والذين أوقعهم حظهم العاثر في التواجد في القاعدة أو المناطق الأخرى تلك الليلة.