العدوان التركي شرق الفرات.. العالم يستنكر غزو سوريا
عدوان تركيا على شمال سوريا سيفجر ذات المخاوف من احتمال فرار نحو 10 آلاف مقاتل من "داعش" الإرهابي تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية حاليا.
بدأت العملية العسكرية في شرق الفرات، شمالي سوريا، لترفع منسوب عدوان أنقرة على البلد المجاور إلى أقصاه، وتفجر -كما في كل مرة- استنكارا إقليميا ودوليا واسعا.
عدوان يفجر ذات المخاوف من احتمال فرار نحو 10 آلاف إرهابي من "داعش" تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية حاليا، في حال اضطر مقاتلو المجموعة لمواجهة الجيش التركي.
والثلاثاء، أعلنت تركيا "استكمال" الاستعدادات لشن عملية عسكرية شمالي سوريا، في وقت تتضارب فيه مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب سحب بين 50 إلى 100 جندي من أفراد القوّات الخاصّة من الحدود الشمالية الإثنين، ممن كان دورهم يقتصر على منع عدوان تركي على المقاتلين الأكراد في سوريا.
ورغم الرسائل التي بعث بها الانسحاب لأنقرة وللعالم بأسره من أن واشنطن فتحت الباب أمام العملية التركية التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، فإن ترامب عاد ليؤكد في تصريحات تضمنت تلميحات بعدم تخليه عن الأكراد.
لكن ترامب استدرك الموقف وعاد لتعديله باليوم نفسه، مهددا عبر "تويتر" بـ"القضاء" على الاقتصاد التركي في حال قامت أنقرة بأي أمر يعده "غير مناسب".
في الأثناء، فجر الإعلان التركي بالعدوان الوشيك على شرق الفرات تنديدا محليا وإقليميا ودوليا ورفضا لحرب إبادة جديدة تستهدف الأكراد وترمي إلى تفتيت وجودهم منعا لاحتمال قيام دولة كردية على الحدود التركية، وهو الطرح الذي يثير رعب أنقرة.
دمشق وإيران وروسيا.. لا للعدوان
الحكومة السورية لم تتأخر في إعلان موقفها، معتبرة أن الإعلان التركي بعدوان وشيك على شرق الفرات فرصة لدعوة الأكراد للعودة "إلى الوطن".
وفي تصريحات إعلامية جاءت في أول تعليق سوري رسمي، قال نائب وزير الخارجية والمغتربين بالنظام السوري، فيصل المقداد: "قلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل".
وأكد المقداد أن الحكومة السورية "ستدافع عن كل الأراضي السورية ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية".
أما إيران؛ الداعم الأساسي لدمشق، فأكدت معارضتها لأي تحرّك عسكري تركي، وهو ما أبلغه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، في اتصال هاتفي، شدد فيه على أن طهران "تعارض العملية العسكرية"، داعيا إلى "احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها الوطنية".
بدورها، دعت روسيا إلى "عدم تقويض التسوية السلمية" للصراع في سوريا.
نقل إعلام محلي عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين ومجلس الأمن الروسي شددا في اجتماع "على أهمية تجنب أي عمل من شأنه أن يقوض التسوية السلمية" للنزاع في سوريا.
أوروبا تحذر والإمارات: تداعيات للانقسام العربي
الاتحاد الأوروبي أعلن أن تطور الأحداث شمال شرقي سوريا سيكون أحد محاور محادثات وزراء خارجية الاتحاد خلال اجتماع مقرر في لوكسمبورج الأسبوع المقبل.
فيما حذرت بريطانيا أنقرة من القيام بعمل عسكري منفرد في سوريا، وقالت على لسان وزيرها لشؤون الشرق الأوسط آندرو موريسون: "كنا واضحين تماماً مع تركيا بأنه لا بد من تجنب العمل العسكري المنفرد؛ لأنه سيزعزع استقرار المنطقة ويهدد جهود إنزال الهزيمة النهائية بداعش".
فرنسا أيضا حذرت، في تصريحات لرئيس وزرائها إدوار فيليب، من استهداف الأكراد، داعية إلى "ضرورة الحفاظ على قوات سوريا الديمقراطية".
كما أعربت عن قلقها إزاء تهديدات تركيا، مشددة على أن الحل السياسي يشكل الحل الوحيد القادر على ضمان مكانة الأكراد".
أما الإمارات، فاعتبرت في تغريدة لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عبر حسابه على موقع "تويتر"، أن "التطورات الخطيرة والمحيطة بسوريا ما هي إلا تداعيات للانقسام العربي الحالي، دول عربية انهارت مؤسساتها وانتهكت سيادتها وغدت مهددة في وحدة ترابها الوطني".
دعوات لوقف العدوان
ومن جانبها، استدعت وزارة الخارجية الهولندية، السفير التركي لديها، بعد عدوان بلاده على شمالي سوريا.
وسلمت الخارجية الهولندية السفير التركي احتجاجا رسميا على عدوان جيش بلاده، الذي يستهدف الأراضي السورية وقوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي.
أدانت ألمانيا، العدوان التركي على شمالي سوريا، مؤكدة أنه يعمل على إعادة تنشيط دور تنظيم داعش الإرهابي.
وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، إن بلاده تدين بقوة الهجوم التركي على شمال سوريا، لافتا إلى أن هذا العدوان يؤدي إلى مزيد من الاضطراب في المنطقة ويعزز دور داعش في المنطقة.
وطالبت الأمم المتحدة، الأربعاء، تركيا باحترام سيادة سوريا ووقف عدوانها الذي يستهدف الأكراد.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس: "إن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يكون عسكريا، ولا بد من توفير الحماية للمدنيين في مواقع الهجوم".
ودعت المفوضية الأوروبية، الأربعاء، تركيا إلى وقف عدوانها العسكري ضد الأكراد في شمال سوريا.
وقال رئيس المفوضية جان كلود يونكر إن العدوان على الأكراد في شمال سوريا سيهدد الأمن هناك ويفاقم الأوضاع الإنسانية.
وكان مجلس الأمن الدولي أعلن في وقت سابق، عقد جلسة طارئة، الخميس، لبحث تطورات العدوان التركي العسكري على سوريا.
وجاء القرار بعد دعوة بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الاجتماع لمناقشة العدوان التركي.
aXA6IDE4LjExOS4xMjEuMjM0IA== جزيرة ام اند امز